على غير المعتاد عقب كل امتحان من امتحانات الثانوية العامة لم تكن الدموع هى القاسم المشترك الأكبر للطلاب عند خروجهم من اللجان أمس، تبدل الأمر وحلت الابتسامة والفكاهة التى تبادلها الطلاب ظهر يوم شديد الحرارة بسبب التسريب الذى حدث لامتحان مادة التربية الدينية وإلغائه، وهو القرار الذى علق عليه الطلاب بالرفض حيث قال عبدالمنعم محمد طالب الثانوية العامة بمدرسة الشيخ زايد الثانوية بنين إن ذلك سيتسبب فى زيادة أيام الامتحان يوما اضافيا يجرى به الاختبار، وحول تسريب امتحان اللغة العربية قالت آلاء محمود علمت به من زميلات لى الساعة السابعة صباحا ورغم عدم تأكدنا من أنه الامتحان بالفعل الا أننا تعاملنا معه كنموذج وذاكرنا نموذج الاجابة وبالفعل وجدناه الامتحان بالفعل عندما تسلمنا ورقة الأسئلة باللجنة وجاوبنا عليه بالكامل. وبجانب لجنة الامتحان تحلق مجموعة من الطلاب اقتربنا منهم وقبل أن نسألهم بادرونا بالقول الامتحان اتسرب على الانترنت وأجبنا عليه كاملا، وقال خالد محمد: علمت بتسريب الامتحان الساعة السابعة والنصف صباحا ولم أكن مصدقا أنه هو وكنت قد ذاكرت المادة جيدا وبابتسامة كبيرة قال انا علمى رياضة ويا ريت امتحانات الفيزياء والتفاضل والتكامل تتسرب المهم أدخل كلية الهندسة، لكن مصطفى عبدالمنعم قال أرفض التسريب لأنه يتسبب فى ضياع مجهود من ذاكر جيدا، مشيرا الى أنه بالفعل رأى الامتحان عندما ذهب الى المقهى الساعة السادسة والنصف صباحا وفق ما اتفق عليه مع أصحابه ليراجعوا ما ذاكروه قبل الامتحان وبمجرد دخول أحد زملائه على موقع فيس بوك من تليفونه المحمول وجد الامتحان ولم نصدق فى البداية لكننا ذاكرنا نموذج الاجابة ووجدناه بالفعل الامتحان داخل اللجنة. صالح طالب الثانوية العامة بمدرسة الشيخ زايد بنين علمى رياضيات أوضح أن حلمه دخول كلية الهندسة ولذلك ذاكر جيدا منذ بداية العام ولم يعلم بتسريب الامتحان الا بعدما خرج من اللجنة، لكن عبدالرحمن زميله بالمدرسة بالقسم الأدبى وحلمه دخول كلية التربية الفنية لكنه علم بتسريب الامتحان فى السابعة والنصف صباحا لكنه اعتبرها اشتغالة - وفق تعبيره فما كان من صالح الا أن عاتبه قائلا مش كنت تقولى؟، وكذلك حازم محمود طالب علمى رياضيات لم يخبره زملاؤه بالتسريب لكنه أجاب بشكل جيد على الامتحان. حسن من مدرسة شبرا الثانوية قال انه تسلم ورقة الاجابة ووجد بها قطعا فطلب من المراقبين تغييرها وبالفعل تغيرت لكنه تسلمها الساعة التاسعة والنصف أى بعد نصف ساعة من بدء الامتحان ولذلك أصر على تسليم ورقة اجابته الساعة الثانية عشر والنصف أى بعد موعد تسليمها بنصف ساعة ورفض المراقب فى البداية لكنه وافق أمام إصراره على ذلك باعتبار أن هذا حقه. وبأسى شديد قالت ناهد أحمد والدة الطالبة رغدة سامى الطالبة بمدرسة انصاف سرى الثانوية بنات حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عمل كدا أنا بنتى تعبانة من أول السنة فى المذاكرة وفى الآخر تتساوى باللى مذاكروش؟!، مؤكدة ان ما حدث سيؤثر نفسيا على الطلبة الذين تعبوا وذاكروا واجتهدوا ولابد من إنقاذ العملية التعليمية فى مصر وانقاذ الطالب المتفوق لأن ذلك سيتسبب فى وجود جيل فاقد الثقة فى قيمة الاجتهاد. وباستنكار قالت مش فاضل غير اننا نستعين بحماية دولية للامتحانات كما يحدث فى الرقابة على الانتخابات. وفى سياق متصل أنشأ طلاب الثانوية العامة مجموعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تعلن تجمعهم على قلب رجل واحد فى مواجهة بعبع الثانوية العامة وقهره منها صفحة بالغش اتجمعنا التى جمعت ما يقارب 14 ألف معجب بها، وكان من أبرز منشوراتها أمس نموذج الاجابة لامتحان اللغة العربية، وتباينت التعليقات ما بين غالبية مرحبة بما حدث ومتسائلة عن باقى نماذج الامتحانات وأقلية مندهشة مما حدث وبينهما الكثير من الرافضين ومنهم عبدالقادر أحمد الذى علق بعبارة أحب أقول للى سرب الامتحان منك لله هتروح من ربنا فين؟ أنت كدا بتضيع مستقبل دولة بأكملها باللى بتعمله دا. حسبى الله ونعم الوكيل.