رياضه التأمل..أو المديتيشن كما يطلق عليها, من أول دروسها وتعليماتها وأهمها السعادة, ذلك المطلب الذي ينشده كل حي, صغيرا كان أو كبيرا, فقيرا كان أو غنيا..وبالتالي فسر السعادة يختلف من شخص لآخر. ورؤية السعادة ليست محددة. فكل أحد يري السعادة بطريقة يختلف فيها عن غيره. السعادة في معناها المختصر هي الشعور بالبهجة والاستمتاع بالحياة. هي حالة يري فيها الإنسان كل شيء من حوله جميلا يستحق العيش. إنك تعرف جيدا بأنك وحدك من يموت ولن يكفيك أحد ذلك, بل ولن يشاركك أحد موتك, لذا كان لزاما عليك أن تحيا حياتك بنفسك وأن تجد سعادتك بنفسك, ولا تبحث عنها عند غيرك. فمن سيتركك تموت وحيدا مهما كان بالنسبة لك ومهما كنت غاليا عنده, فلن يستطيع منحك سعادتك في الحياة. الكثير منا يبحث عن السعادة عند غيره من الناس, ويسعي لإرضاء الآخرين آملا في تحقيق السعادة, وهو بذلك يقدم مشاعرهم علي مشاعره ليجد نفسه في آخر المطاف غير قادر علي إسعاد نفسه, وبالتالي يعجز عن العيش حياة أكثر استقرارا. إذا أجلت سعادتك وقدمت عليها سعادة غيرك حتي لو كان ذلك دافعه الحب فسينتهي بك الحال إلي الشعور بالخيبة نتيجة لردود أفعالهم تجاهك. لذلك عليك تذكر ذلك دائما بأن محاولاتك الدائمة في إسعاد الآخرين علي حساب نفسك لن تكون كافية لتحقيق الغرض منها سواء لك أو بالنسبة للآخرين. وسينتهي بك الحال إلي أن تتوقع من الآخرين الكثير مما يؤدي بك إلي الاستياء الشديد وكره الحياة. إن الاعتماد علي الآخرين في تحقيق السعادة هو طريق التعاسة الوحيد. بينما كان عليك أن تعلم بأن أحدا سواك لا يعرف الطريق إلي إسعادك. إذا كان باعتقادك أن تفانيك وبذلك الجهد في التضحية من أجل الآخرين سيكون بمثابة الدين لك عليهم, فإنك ببساطة تضحك علي نفسك وتخدعها بالإضافة إلي أنك تمنح غيرك فرصة إحباطك. عليك أن تعمل بصدق مع ذاتك ولأجل نفسك لتحقيق سعادة نفسك. إذا لم تعمل أنت علي إسعاد نفسك, فلن تكون سعيدا في حياتك. وإذا كنت تنتظر أي أحد في حياتك أن يقدم لك السعادة, فإنك ستنتظر طويلا وسيقتل الإحباط وشعور الخيبة وسوء الظن والأمل كل مباهج الحياة في عينيك. إن مهمتك الأساسية في الحياة أن تسعد نفسك وأن تعمل علي جعلها سعيدة دون الحاجة إلي تدخل من أحد أو انتظار وقوع الأحداث المناسبة. سعادتك هي مسئوليتك أنت وحدك, ومادام هناك ما تريد ان تعمله وتستطيع عمله. قم بعمله الآن ولا تنتظر من أحد أن يقوم به نيابة عنك وتحقيقا لك. هذا لا يعني أن تكون أنانيا. وعليك أن تطمئن فلن ينظر إليك أحد علي كونك أناني. فالآخرون مشغولون بحياتهم, فربما لن يلاحظوا حتي ذلك. وحتي إن لاحظوا ذلك ففي الأغلب أنهم سيغبطونك علي عملك الدءوب من أجل إسعادك لنفسك. كما أنك لست مدينا لأحد حتي يجادلوك في حياتك وأمر إسعادك لنفسك. كما أن من يكره ذلك لك أو يكرهك شخصيا, فإنه سيكرهك بغض النظر عما تفعله في حياتك, لذلك عليك دائما أن تفعل ما يساهم في تحقيق سعادتك بغض النظر عما يجري حولك ودون الوقوف كثيرا عند مشاعر من حولك. أسعد نفسك فأنت وحدك أعلم بنفسك وبخفاياها, وأنت وحدك المسئول عن نفسك وعن تجاربك في الحياة. فاختر لنفسك ما تريد في حياتك, واعمل علي تحقيق كل ما من شأنه أن يجعل من حياتك أكثر سعادة.