يغادر القاهرة غدا وفد مصري أمني إلي فرنسا لمتابعة التحقيقات بالمشاركة مع الجانب الفرنسي هناك, حيث كشفت مصادر مسئولة أن فرنسا تجري تحقيقات موسعة داخل مطار شارل ديجول حول واقعة الطائرة المصرية المنكوبة. وقالت المصادر: إن فرنسا ستطلع الجانب المصري علي ملف كامل من خلال أقوال عدد من العاملين داخل مطار شارل ديجول, بالإضافة إلي ملف كامل منذ وجود الطائرة في المطار حتي إقلاعها, مشيرة إلي أن الوفد المصري سيشارك في تفريغ الكاميرات الموجودة بالمطار. في سياق متصل أصدرت لجنة التحقيق في الحادث بيانها الأول مساء أمس والذي قال فيه أيمن المقدم رئيس اللجنة إنه تم البدء في إجراءات التحقيق فور الإبلاغ عن فقدان الطائرة وقد رافق المحققون المصريون رجال القوات البحرية المصرية في عملية البحث عن الحطام بالبحر الأبيض المتوسط. وأضاف ردا علي ما أعلنته هيئة سلامة الطيران الفرنسية من انبعاث دخان من داخل الطائرة: نحن الآن بصدد البحث في جميع المعلومات التي يتم جمعها ولكنه من المبكر جدا إصدار الأحكام أو الاعتماد في القرار علي مصدر وحيد للمعلومات مثل رسائل الACARS التي هي إشارات أو مؤشرات قد تكون لها أسباب مختلفة وبالتالي فهي تحتاج إلي المزيد من التحليل كجزء من التحقيق الشامل. وفيما نشر المتحدث العسكري صورا لأجزاء من حطام الطائرة, قال مصدر عسكري لالأهرام المسائي إن هناك صعوبة شديدة في أعمال البحث عن الطائرة نظرا لأن موقع تحطم الطائرة الذي أعلنته القوات المسلحة يبعد عن شواطئ الإسكندرية290 كيلو مترا, وهو أحد أعمق أماكن البحر المتوسط, ويقع تقريبا في منتصف المسافة بين مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية وجزيرة كريت اليونانية. وقال المصدر إن عمليات البحث تتم في نطاق40 ميلا64 كيلو مترا وقد يزيد إذا لزم الأمر, مشيرا إلي أن تلك الأزمة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك قدرات القوات البحرية المصرية, فحدود مياهنا الإقليمية15 ميلا بحريا, لكن نطاق عمل القوات يمتد الآن لأعماق المتوسط وتثبت جدارة بين الدول الكبري. وقال العقيد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب الدولي, قائد الوحدة777 السابق إن كل المعطيات بعد ظهور قطع حطام صغيرة متناثرة يعني أن الطائرة المصرية هوت بسرعة كبيرة في منطقة عميقة جدا بالبحر المتوسط, وهو ما يفسر عدم تمكن قائدها الطيار محمد شقير أو الصندوق الأسود من إرسال إشارات أو رسائل استغاثة. وقال صابر إن العثور علي متعلقات بعض الركاب في تلك المنطقة, وهي تقع في بداية المجال الجوي المصري, عقب نقطة التقاء مع المجال اليوناني, وتسمي منطقة كومبي يعني أن الطائرة سقطت بشكل سريع في منطقة عميقة في قاع المتوسط, ولذلك لم يتمكن القائد من الاستغاثة ولم يرسل الصندوق الأسود أي إشارات حول مكانه, مما يؤكد أن السقوط كان مفاجئا, وأنها استقرت في قاع البحر وحجبت المياه العميقة إرسال إشارات من الصندوق الأسود. وحول سبب انحراف الطائرة كما قال المسئولون اليونانيون بدرجة90 ثم دورانها وفقا لأجهزة الرادار360 درجة قبل سقوطها, ينفي نظريا احتمالات الخلل الفني المفاجئ لأن الطائرة مجهزة في تلك الحالة بالطيار الآلي, ويرجح سيناريو عمل إرهابي, مؤكدا أن الأمل معقود علي الصندوق الأسود لتحليله وبيان مدي تعرضه لتفجير أو اصطدام بشيء ما أو تعرض الطائرة لعمل تخريبي. ولفت خبير الإرهاب الدولي إلي أن مصر تتعرض لإرهاب نفسي في تكرار لسيناريو سقوط طائرة مصر العائدة من نيويورك عام.99