وصفت صحيفة( فاينانشيال تايمز) البريطانية أمس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه زعيم متهور مستبد تولي السلطة في تركيا عام2002 وتعهد بكسر هيمنة المؤسسات العلمانية في البلاد وخلق نموذج ديمقراطية في العالم الإسلامي. وأضافت الصحيفة- في سياق تقرير بثته علي موقعها الالكتروني- أنه مع مرور أربعة عشر عاما, قام اردوغان بترويض قادة الجيش المشاكسين والقضاة في البلاد, كما خنق أيضا وسائل الإعلام وقمع الاحتجاجات الشعبية وتخلص من المنافسين المستقلين ذوي الكفاءات علي نحو مفرط في المؤسسات. واستدركت قائلة إن اردوغان يعتبر هذا التمركز السلطوي الاستثنائي غير كاف; حيث أن الأولوية القصوي بالنسبة له هي إنشاء رئاسة تنفيذية لإضفاء الشرعية علي حكم الرجل الواحد. وتحقيقا لهذه الغاية, قام الرئيس التركي بطرد أحمد داود أوغلو- أحد الموالين له والذي جعله يتولي منصب رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية عندما انتخب رئيسا للبلاد عام2014, وذلك لأنه تجرأ علي إظهار قدر من الاستقلال, علي أن يحل محله شخص أكثر انصياعا في مؤتمر الحزب نهاية هذا الأسبوع. ولفتت إلي أن هذا من شأنه مساعدة أردوغان علي تعديل الدستور ليعكس الطريقة التي يدير بها البلاد بالفعل علي أرض الواقع, موضحة أن الرئيس التركي يحتاج إلي أغلبية تأييد حزب العدالة والتنمية للمضي قدما في رئاسة تنفيذية شاملة, ويتضح ذلك في الانتخابات البرلمانية هذا الأسبوع بشأن مقترح لتجريد النواب من حصانتهم من الملاحقة القضائية.. حيث أنه في حال ما اذا أجيز هذا الإجراء, فإنه سيفتح الطريق أمام دعاوي قضائية لإزالة النواب الذين يعارضون أهدافه من طريقه- ولا سيما النواب الأكراد الذين قد يواجهون السجن بموجب قوانين مكافحة الإرهاب القمعية في تركيا. ورأت( فاينانشيال تايمز) أن الآثار الضارة لهيمنة أردوغان واضحة بالفعل, مستشهدة بتضحية الرئيس بفرصة للمصالحة في الجنوب الشرقي الكردي المضطرب لتحقيق مكاسب انتخابية, فعندما أدي بزوغ حزب كردي لفترة وجيزة إلي رفض أغلبية حزب العدالة والتنمية في الصيف الماضي, خاطب اردوغان المشاعر القومية- مما أسفر عن تجدد الصراع المشتعل. ومنذ ذلك الحين, انحدرت بعض مدن الجنوب إلي حرب مدنية. وأصبحت الهجمات الإرهابية المدمرة حدثا عاديا. ورأي الأكراد أن التغيير الدستوري باعتباره فرصة للفوز بالاستقلال السياسي والثقافي علي نحو أكبر; حيث أنه إذا تم حرمانهم من المشاركة في العملية السياسية, لن يروا بديلا عن العنف.