تواصل النيابة العامة التحقيقات في أحداث التمرد التي شهدها سجن الأبعادية بدمنهور, حيث أمر المستشار علي عبد الباري رئيس النيابة الكلية بتكليف خبراء الأدلة الجنائية بمعاينة جثث المتوفين وتصويرها فوتوغرافيا, ورفع البصمات, وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثث لبيان سبب الوفاة وعما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه, والتصريح بدفن الجثث. كان فريق من النيابة العامة قد توجه إلي السجن للتحقيق في أحداث26 يناير التي سقط فيها12 شهيدا و16 مصابا بينما هرب35 مسجونا من نفس السجن الشهر الماضي, وأمس الأول فوجئ المساجين باقتحام آخرين من النزلاء المبني الإداري وإشعال النيران في أجزاء من بطاطين السجن بعد تشبيعها بالزيوت وإلقائها علي خزان الوقود والمبني الإداري ووضع السلاح الآلي علي رقبة مأمور السجن. كان ذلك أثناء فترة الترويح والزيارة وتوجهوا إلي بوابة السجن في محاولة للهرب ولكن تواجد قوات الأمن والجيش حال دون هروب المساجين الذين ظلوا لساعات طويلة يهاجمون الأمن حتي سقط منهم ثلاثة نزلاء وهم أحمد محروس أحمد إبراهيم شمس(28 سنة) وهشام مصطفي أحمد عريف(28 سنة) وصبري علي عبد المجيد أبو طالب(43 سنة) وإصابة12 آخرين بينهم مأمور السجن وبعضهم في حالة حرجة وتم نقلهم إلي مستشفي دمنهور. وإلي الآن مازال المساجين في7 عنابر من عنابر السجن البالغ عددها10 عنابر يقومون بعمل كرات من الصوف المشبع بالزيوت وإشعال النيران بها وإلقائها من نوافذ السجن لإحداث حريق فيما تحاول قوات السجن والأمن السيطرة علي جميع العنابر.يذكر أن حالة التمرد هذه جاءت نتيجة سماع المساجين من أقاربهم وذويهم عن حالة الانفلات الأمني والاحتجاجات والمظاهرات التي تنظمها قطاعات من المواطنين بالإضافة إلي التأثر بواقعة الهروب التي شهدها نفس السجن مما دفع المساجين لتدبير أحداث التمرد والهروب إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وأحكمت السيطرة الكاملة عليهم.وفي غضون ذلك, قطع أهالي سجناء الأبعادية بدمنهور طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي أمس وأحرقوا الإطارات, احتجاجا علي ما اعتبروه عدم قيام المسئولين بالاستجابة لمطالبهم المتمثلة في الاطمئنان علي أقاربهم داخل السجن, ودخل الأهالي المحتجون في اعتصام مفتوح أمام السجن, وذلك وسط حصار أمني مكثف من قبل القوات المسلحة والأمن المركزي بعد الأحداث الدامية التي شهدها السجن أمس الأول, وأكد الأهالي أنهم أرسلوا عشرات الاستغاثات لعدد كبير من المسئولين خاصة القوات المسلحة ولم يستجب أحد منهم حتي الآن.