أصبح مصير مدينة حلب في قلب الحرب السورية لأنها المدينة الشمالية الأكبر في البلاد والمركز التجاري لها قبل اشتعال الحرب, حيث شوارعها ومساجدها التي لها أهمية تاريخية ودينية. لهذه الأسباب تشتعل المواجهة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والجماعات المسلحة في معركة فرض النفوذ علي المدينة. وأخيرا تقدم الجيش السوري وحزب الله في مدينة( خان طومان) في حلب التي كانت واقعة تحت سيطرة الميليشيات المسلحة بينما تمنع القوات الحكومية جبهة النصرة وجيش الفتح وأحرار الشام من الوصول الي غرب وشمال شرق المدينة. وهناك أنباء عن أن الجيش السوري يعد لعملية عسكرية في شرق( حوش الفرح) وبلدات أخري بالمدينة.. وتستمر الاشتباكات في دير الزور, حيث نفذ تنظيم( داعش) هجوما واسع النطاق. وذكر موقع( جلوبال ريسيرش) انالتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية يحذر من مواجهات بين جماعات المعارضة المسلحة وقوات الأكراد في سوريا خاصة في حلب. ويأتي القتال العنيف في المدينة بسبب أن الفوز بالسيطرة عليها سيعني انه سيكون نصرا استراتيجيا ودعائيا كبيرا. من جانبها, تستخدم الحكومة السورية كل ما لديها من أسلحة لترويع المدنيين المتبقين في المدينة مما جعل الحرب تتحول الي وحشية مروعة لم تخل من سقوط قتلي ومصابين من المدنيين الأبرياء. المعارضة أخذت الدافع في البداية لمواجهة نظام الأسد من ثورات الربيع العربي في البلاد العربية المجاورة الي جانب أملها في الحصول علي دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها لإسقاط نظام الأسد وهو الأمر الذي لم يحدث خوفا من وقوع البلاد في أيدي الميليشيات المسلحة خاصة مع بروز نجم تنظيم( داعش) الإرهابي في البلاد. وكان هذا هو الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه المعارضة مما أدي لتدمير حلب وغيرها من المدن السورية فبينما يرغب القادة الغربيون في رحيل الأسد إلا أنهم يخافون تبعات سقوطه. فبعد خروج أمريكا والغرب منهكين من حربي العراق وأفغانستان لم يعد لديهم الاستعداد للتورط في سوريا للإطاحة بالأسد بينما تدعمه كل من روسيا وإيران. ونقلت صحيفة( الجارديان) البريطانية عن جوليان بارنز داس عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أنه كان هناك تشجيع خطابي للمعارضة السورية لكنه لم يكن يتطابق مع أي وسائل يدفع بها الغرب لجعل نجاح المعارضة أمرا ممكنا. وفي حلب كان عدم التطابق بين الأقوال والأفعال وراء حرب استنزاف طويلة في المدينة التي تسعي فيها المعارضة لتوسيع نطاق سيطرتها بينما تحارب الحكومة السورية ذلك بكل السبل, وهذا ما يفسر شراسة المواجهة في المدينة خاصة مع عودة قوات الأسد للقتال يرافقها غطاء جوي روسي. وبحلول فبراير الماضي تم قطع آخر طريق لإمداد المتمردين بالمدينة مما يعرض مئات الآلاف من السكان لحصار التجويع في حلب.. ومع استمرار الاشتباكات رغم الهدنة التي يتم خرقها بين الوقت والآخر تشير الأنباء الي استعدادات جديدة للحكومة السورية لشن هجوم جديد قد يستغرق أسابيع لإحكام السيطرة علي المدينة.