شهدت الاسكندرية منذ نهاية العام الماضي وحتي شهر مايو الجاري عشرات الانهيارات الأرضية بمختلف مناطق المدينة وإن كانت لمناطق وسط المدينة التاريخية النصيب الأكبر من تلك الانهيارات. وجاءت أبرز تلك الحوادث خلال الشهرين الماضيين الهبوط الأرضي بشارع السلطان حسين وسط المدينة, أمام حديقة الشلالات, والذي يعد من أهم شوارع المدينة الساحلية ويقع بالقرب من كليات المجمع الطبي, تلاه الهبوط الأرضي بالمنطقة الصناعية ببرج العرب غرب الإسكندرية, والذي كان بعمق6 أمتار وعرض4 أمتار, كما شهد شارع فؤاد بمحطة الرمل وسط الإسكندرية, هبوط مفاجئ, تسبب في حفرة عمقها امتر, انتهاء بحادث الهبوط الأرضي بشارع30 بمنطقة العصافرة بحي المنتزه شرق الإسكندرية, والذي ترك حفرة قطرها نحو مترين. االأهرام المسائي, توجهت إلي عدد من المختصين لاستطلاع آرائهم حول تلك الظاهرة والأسباب المؤدية إليها وكيفية العمل علي تجنبها مستقبلا: قال المهندس هشام سعودي, أستاذ التخطيط العمراني بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية, ان مدينة الإسكندرية القائمة حاليا مقامة بشكل كامل علي المدينة التاريخية القديمة معتبرا أن السبب الرئيسي لعمليات الهبوط الأرضي هو وجود كهوف وسراديب أسفل المناطق المرتبطة بتاريخ الإسكندرية القديم وخاصة مناطق وسط وغرب المدينة, ومنها الشاطبي ومحطة الرمل والمنشية وميدان الخرطوم والشلالات وشارع السلطان حسين وشارع فؤاد, مشيرا إلي ان مثل تلك الكهوف والسراديب هي الأكثر تأثيرا فيما يتعلق بعمليات الهبوط الأرضي. وعن كيفية وضع حلول للمشكلة قال اسعودي, ان ما سبق يحتاج من القائمين علي أعمال الرصف والتخطيط استخدام الوسائل الحديثة لافتا إلي وجود دراسات عديدة تقوم علي الوصول إلي الطبقات السفلية للتربة حتي نتمكن من خلالها من معرفة الموجود اسفلها من كهوف وسراديب والمناطق الضعيفة من ناحية التربة بها مشيرا إلي ان ذلك كله يتم تحديده من خلال إحداثيات دقيقةب. وتابع من خلال النتائج الصادرة عن الكشف عن التربة يتم معالجة مادة الرصف والإعداد المناسب للتربة التي يتم رصفها حتي لا يحدث هبوط أرضي مع الوقتب. وأشار إلي ان تلك الوسائل الحديثة والتي يتم تدرسيها للطلاب في الأقسام المتخصصة في كليات الفنون الجميلة والهندسة, لا يتم للأسف استخدامها من جانب المختصين في عمليات الرصف مما يؤدي في النهاية لحدوث ما نراه من هبوط أرضي متكرر في أنحاء متفرقة من المدينة, رغم استخدام ذات المعدات في عمليات البناء في المناطق الآثريةب. من جانبه قال المهندس محمد السيد, وكيل مديرية الطرق والكباري بالإسكندرية, إن المديرية تقوم باستخدام جميع الوسائل الحديثة في عمليات الرصف وإصلاح الشوارع المختلفة, معتبرا أن ما شهدته المدينة خلال الفترة الماضية من حوادث هبوط أرضي متكررة يأتي نتيجة لحدوث كسر في مواسير المياه والصرف الصحي المتهالكة أسفل الطرق. وأضاف: نعمل كمديرية طرق من خلال إشراف مشترك مع أساتذة متخصصين في عمليات الرصف بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية, لافتا إلي ان الإسكندرية هي المحافظة الوحيدة الذي يتم فيها ذلك. وعن الاتهامات الموجهة لشبكة الصرف الصحي بأنها المتسببة في حالات الانهيارات الأرضية الأخيرة بالمحافظة, أكد اللواء محمود نافع, رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية, ان المسئولية لا تقع علي الشبكة وحدها بل أن هناك عوامل أخري مسئولة عن عمليات الهبوط الأرضي ومنها أولا طبيعة التربة بالمحافظة حيث تعتبر المتسبب الأول في حدوث مثل تلك الحوادثب. وتابع: ثاني أسباب حدوث تلك الانهيارات الأرضية هو عمليات البناء المخالف والتي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة ووصول الأبراج التي تم بناؤها لارتفاعات شاهقة في بعض الشوارع والمناطق مما يحمل التربة فوق طاقاتها ويحدث الانهيارات, كما يؤثر ذلك كله علي الشبكة. وأضاف: وتأتي تهالك الشبكة كسبب أخير لحدوث مثل تلك الانهيارات حيث توجد مواسير صرف يصل عمرها إلي30 عاما وكانت تحتاج لتغيير منذ ما يقرب من5 أعوام وتأخر ذلك لأسباب متعلقة بالاعتمادات المالية.