س إذا كانت هناك أوقات تكون إجابة الدعاء فيها أحري من غيرها فما هي؟ وماذا يشترط لإجابة الدعاء؟ الجواب: نعم هناك أوقات وأحوال يستجاب فيها الدعاء كما دلت علي ذلك الأدلة: فمن الأوقات: الدعاء في جوف الليل إذا قام الإنسان إلي صلاة الليل وصلي ودعا الله سبحانه وتعالي. وفي وقت السحر أيضا. الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة, فإن فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله وهو قائم يصلي إلي استجيب له, وكذلك أوقات كثيرة يستجاب فيها الدعاء, مثل ليلة القدر, وفي الأزمنة الفاضلة, كشهر رمضان ويوم عرفة وغير ذلك من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء. ومن الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء: في السجود, لقوله صلي الله عليه وسلم: وأما السجود, فأكثروا فيه من الدعاء, فقمن أن يستجاب لكم وقوله صلي الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد( رواه الإمام مسلم في صحيحه(350/1) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) ففي حالة السجود خضوع بين يدي الله عز وجل, وقرب من الله سبحانه وتعالي, والله جل وعلا يقول لنبيه:( وأسجد واقترب) فالسجود فيه قرب من الله سبحانه وتعالي, والخضوع له, والانكسار بين يديه. وكذلك يستجاب الدعاء في حالة الضرورة والشدة, قال تعالي( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)( النمل:62). ولإجابة الدعاء شروط كثيرة وعظيمة: من أعظمها: الإخلاص لله تعالي في الدعاء, بأن لا يشرك مع الله أحدا, قال تعالي:( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) فالإخلاص في الدعاء بأن يدعو العبد ربه وحده لا شريك له, ولا يدعو معه غيره هذا رأس الشروط. ومن ذلك أكل الحلال, بأن يكون الإنسان مأكله من الحلال وملبسه من الحلال وما يستعمله حلال, أما إذا كان يستعمل الحرام أكلا ولبسا وركوبا وغير ذلك, فهذا لا يستجاب له الدعاء, لقوله صلي الله عليه وسلم في المسافر: أشعث أغبر, يمد يديه إلي السماء: يارب! يارب! ومطعمه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام, فأني يستجاب لذلك؟! فمن أسباب قبول الدعاء أكل الحلال واستعمال الحلال, ومن موانعه أكل الحرام. ومن أسباب قبول الدعاء أو شروط قبول الدعاء إقبال القلب علي الله سبحانه وتعالي, بأن يدعو وهو موقن بالإجابة, ولا يدعو وهو في حالة غفلة وفي حالة إعراض, يتكلم بما لا يحضره قلبه ويوقن به إيمانه, ولهذا ورد في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة, فإن الدعاء لا يستجاب من قلب غافل لاه هذا, والدعاء أمره عظيم, ولهذا يقول سبحانه وتعالي:( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)( غافر:60).