يثير الكشف عن عيوب في مفاعل ديمونة, أقدم مفاعل نووي في إسرائيل, مخاوف متزايدة حول سلامته وتساؤلات حول مصيره ومعضلة حول السرية التي تحيط بها الدولة العبرية ترسانة أسلحتها النووية. وتعد اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط, لكنها ترفض تأكيد أو نفي امتلاكها أسلحة نووية. وأوردت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن دراسة حديثة كشفت وجود1537 عيبا في أسس الألمونيوم في مفاعل ديمونه النووي في صحراء النقب بجنوب إسرائيل. وأفاد التقرير أن العيوب التي عثر عليها في المفاعل, الذي يقال إنه يتم تطوير الأسلحة النووية بداخله, لا تعتبر خطيرة, وأن خطر حدوث تسريب نووي محدود للغاية. ومع ذلك, تزايدت الدعوات إلي الحصول علي ضمانات جديدة وحتي إقامة مركز بحثي جديد, ما قد يضع دولة الاحتلال أمام منعطف لاتخاذ قرار إن كانت ستعترف للمرة الأولي بحيازتها أسلحة نووية. كما نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرا مطولا علي مخاطر المفاعل والذي من شأنه أن يقرب ساعة الحسم بملف إسرائيل النووية. وقال حاييم ليفنسون, لصحيفة هاآرتس, إن مخاطر ديمونة تتطور لتصبح الأعطاب شقوقا كبيرة تؤدي لانبعاث إشعاع نووي من المفاعل, وتشكل خطرا وتكون بمثابة كارثة علي حياة السكان والبيئة. وقالت معاريف إن المفاعل الذي اشترته إسرائيل من فرنسا في العام1963, حسب الطابع القياسي للمنتج فإن العمر الافتراضي لمفاعلات من هذا النوع هو حوالي40 عاما. وقدر معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولاياتالمتحدة في عام2015 إن إسرائيل تملك115 رأسا نوويا. وبحسب الرواية الرسمية الاسرائيلية, فإن مركز ديمونة النووي يركز علي الابحاث والطاقة. ولكن في الثمانينيات كشف الخبير التقني السابق في ديمونه مردخاي فعنونو أسرارا نشرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية, منها أن المفاعل يستخدم لإنتاج أسلحة نووية. وأمضي فعنونو عقوبة بالسجن18 عاما بتهمة التجسس. وكانت فرنسا قدمت قلب المفاعل في أواخر الخمسينات من القرن الماضي, وبدأ المفاعل بالعمل بعد سنوات عدة. وفي العادة, تكون المفاعلات النووية صالحة للاستخدام لأربعين عاما, مع إمكانية تمديد فترة الصلاحية بادخال بعض التعديلات. ويعرب استاذ الكيمياء في جامعة تل ابيب عوزي ايفين الذي شارك في تأسيس المفاعل, عن قلقه إزاء سلامة الموقع, وهو يقود منذ عشر سنوات حملة لإغلاقه, من دون أي جدوي حتي الآن, بحسب قوله. ويؤكد إيفين ضرورة إغلاق المفاعل لأسباب أمنية قائلا هذا المفاعل يعد واحدا من أقدم المفاعلات العاملة في العالم. ودعت النائبة ميخال روزين من حزب ميرتس اليساري الي تغيير جذري في السياسة الاسرائيلية بسبب المخاوف حول السلامة. وكتبت روزين في رسالة الي لجنتي الخارجية والدفاع في البرلمان الاسرائيلي ان المفاعل النووي لا يخضع لأي اشراف سوي من الجسم الذي يديره, لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية. واضافت لسنا بحاجة لانتظار وقوع كارثة لإحداث تغيير. واكدت لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية من جهتها في بيان ان الدولة العبرية تملك اعلي المعايير الدولية للامن والسلامة, مؤكدة ان هناك امكانية لاستمرار المفاعلات النووية بالعمل لفترة اطول بكثير من اربعين عاما. ويقول رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة بنسلفانيا الأمريكية ارثر موتا إنه علي الرغم من التحدي الذي يشكله اغلاق مفاعل نووي بأمان وافتتاح آخر جديد, فهو ليس امرا مستحيلا.