نجحت الثورة في خلق حلم جديد في كل مجال اقتصادي في مصر ومن أهم المجالات الاقتصادية التي يجب احراز تقدم اقتصادي فيها فهو المجال الصناعي فمصر يجب أن تصبح قلعة الصناعة في منطقة الشرق الأوسط في قارة إفريقيا فالاهتمام بالصناعة اهتمام مصري قديم واصيل منذ عهد محمد علي أو في العقود التالية له لكن الأهم هو صناعات كثيفة العمالة التي تستوعب أعدادا كبيرة منها وتساعد علي حل مشكلة البطالة مثل الغزل والمنسوجات والمواد الغذائية والمصنوعات الجلدية كما يجب الاهتمام بالصناعات الواعدة والمهمة التي تساعد علي زيادة الصادرات المصرية للخارج وهي الصناعات البتروكيماوية والصناعات الدوائية والهندسية والمعدات والآلات الالكترونية لأن صادرات هذه الصناعات تساعد في توفير العملات الأجنبية وزيادة الدخل القومي. وهناك صناعات أخري مثل منتجات خان الخليلي والعطور ونباتات الزينة والسجاد وبعض أنواع الاثاث ومعظمها صناعات غير تقليدية وحرفية وتستوعب أعدادا مقبولة من العمالة كما تساعد في الحفاظ علي التراث المصري والدعاية السياحية لمصر في الخارج وتفتح أسواقا جديدة. ويحلم الجميع بتعليم فني يقوم بتدريب الشباب تدريبا عمليا يسهم في توفير عمالة فنية مدربة وماهرة ونحلم بجامعات حكومية أو خاصة تعقد بروتوكولات أو اتفاقات مع المصانع من أجل تدريب جاد للشباب حتي يصبح في مصر المهندس الماهر جنبا إلي جنب مع الصانع الذي يتقن عمله ويتفوق فيه. وتبقي نقطة مهمة وهي أن هناك ضرورة لتصنيع المواد الخام حتي تضاعف استفادة الاقتصاد المصري منها فبدلا من تصدير البترول الخام أو القطن الخام يجب تصنيعه حتي نحصل علي أرباح صناعية أكبر. كما تحتاج المرحلة المقبلة ايضا لإعادة النظر في الاستثمارات التي نوجهها للصناعات المختلفة حيث تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء إلي أن الصناعات الاستراتيجية مثل البترول والغاز الطبيعي تسهم بنسبة كبيرة تصل إلي28% من قيمة الإنتاج الصناعي في حين تسهم الصناعات الغذائية بنسبة10% والمنسوجات2,6% والمستحضرات الدوائية والصيدلانية والكيماوية والنباتات الطبية بنسبة2,4% والاجهزة الكهربائية3% ومنتجات المعادن5% والحاسبات والمنتجات الالكترونية والبصرية والاجهزة الطبية بنسبة1%. وهذه النظرة تعني أن توجه الاستثمارات إلي الصناعات التي تقدم دخلا قوميا أعلي وتسهم في ايجاد المزيد من فرص العمل بالاضافة إلي أهمية تشجيع مشروعات الشباب في الصناعات الصغيرة والمتوسطة وأن تقدم لهم البنوك تسهيلات أكبر وتقوم بتحصيل فوائد منخفضة علي القروض التي يحصلون عليها وأن يساعد الصندوق الاجتماعي بدرجة أكبر علي تسويق منتجاتهم في الداخل والخارج. نحلم جميعا بمصر قادرة علي التعاون عربيا وافريقيا لإنتاج سلع تامة الصنع مثل السيارات والتليفزيونات والحاسبات الآلية بدلا من تجميع اجزائها في الداخل أو استيرادها من الخارج وتحميل ميزانية الدولة باعباء كبيرة متزايدة. نحلم بتصنيع المنتجات الزراعية وتوفير مساكن ومواصلات لعمال المناطق الصناعية الجديدة والمدن الجديدة التي تشكو من قلة الخدمات وبدلا من بناء مدن اخري جديدة فانه يمكن استكمال الحالية وتزويدها بالخدمات والمرافق حتي تصبح مصر دولة صناعية كبري.