كشفت الهجمات التي نفذها تنظيم داعش الارهابي في باريس وبلجيكا مدي الضعف في وكالات انفاذ القانون والاستخبارات الاوروبية, وان أعضاء شبكة داعش في أوروبا المسئولين عن الهجمات انتقلوا من سوريا الي تركيا ومنها الي أوروبا علي مدي سنوات, ومنذ بداية الصراع السوري كان التعاون التركي الاوروبي بشأن هذه الازمة ضعيفا. فمن جانبها تجنبت أوروبا افشاء معلومات بشأن الارهابيين المحتملين بسبب مخاوف الخصوصية بينما لم تبذل تركيا مجهودا لمنع عبور الارهابيين عبر الحدود من والي سوريا. والآن أصبح التركيز في تركيا والغرب ينصب علي( المقاتلين الاوروبيين) الذين سافروا من أوروبا عبر تركيا الي سوريا وبالعكس بعدما أصبحت تركيا نفسها في مرمي مخاطر داعش التي نفذت بها7 هجمات ارهابية منذ يناير عام2015 وحتي الان وكلها هجمات نفذتها خلية داعش التركية النشطة ومقرها بلدة أديامان بجنوب شرق تركيا والتي ظلت تعمل لسنوات بدون تدخل يذكر من جانب السلطات التركية. داعش له جذور عميقة في المجتمع التركي وله روابط جهادية مع منظمات ارهابية أخري في جميع أنحاء العالم. واستفاد( داعش تركيا) من الثغرات الامنية في تركيا لتجنب عقوبة السجن والاعتقال, وهي الثغرات التي تخلق تهديدا قويا لتركيا في المستقبل القريب بسبب استفحال الارهاب علي أرضها. وعلي الرغم من هذه المخاطر لا يعرف الكثير عن الاسباب الجذرية للتطرف في تركيا, ولكن كل ما هو معروف أن الشبكة الداعشية في تركيا تعلمت التطرف خارج مساجد تركيا وكانوا يتلقون التدريبات الارهابية في أماكن التجمعات غير الرسمية, الي جانب حرية الحركة التي كانت ممنوحة لهم من والي سوريا حتي أواخر عام2014 وأوائل عام2015. تنظيم داعش استطاع أن يؤسس شبكات ارهابية في تركيا بشكل جيد من خلال جمع عناصر ارهابية من اسطنبول وأنقرة وقونيا وأضنة وأزمير وسانليورفا وغازي عنتاب. هذه الشبكات الارهابية استطاعت أن تمد الحرب الاهلية في سوريا بالرجال والعتاد, وأصبحت مدينة غازي عنتاب الحدودية مركزا رئيسيا للتجارة وتصنيع الاحزمة الناسفة والمتفجرات والتي استخدمت في هجومين علي الاقل في تركيا. وتم تأسيس( داعش تركيا) علي حطام تنظيم القاعدة داخل تركيا والذي تأسس بشكل جيد ويقوده عثمان كارهان في اسطنبول ومصطفي جونيس في قونيا والذي ساهم في تجنيد الارهابيين للمنظمات التابعة للقاعدة, وللرجلين صلة بالمحاربين القدامي في أفغانستان في الثمانينيات.