تعهد المهندس محمد عبدالمنعم الصاوي وزير الثقافة في حكومة الدكتور أحمد شفيق الانتقالية, بالحفاظ علي مكتسبات الثورة الشعبية, والتي فتحت المجال للحريات العامة وتحقيق التغيير والإصلاح في مختلف القطاعات والمجالات; موضحا أنه يجب إعادة الأمور إلي طبيعتها وعدم إعاقة الأمر بمطالب شخصية وفئوية, وأن المطالبة بالحقوق لا يعني تعطيل العمل. وقال وزير الثقافة- في مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة بحي الزمالك- إن مصر أصبحت الآن محط أنظار الجميع, وعلي قمة أولويات العالم في الاحترام والمصنفة رقم واحد حاليا بالنسبة للكرامة والرقي, معربا عن تفاؤله بالنسبة للمستقبل, خاصة وأن المثقف إنسان قادر علي رؤية الأمل وايجاد الحلول لتحقيق الخير مستعينين بالإصرار والعمل بشفافية. وأضاف الصاوي أن وزارات الدولة عانت طويلا من التعيين بدون منطق, فكان هناك أعداد كبيرة فوق طاقة العمل الحقيقية أدت إلي وجود ما أسماه بالبطالة المقنعة, لافتا إلي أن الهم الأكبر حاليا هو البحث عن استثمار هذه الطاقات المهدرة وتوظيفها فيما يفيد, وذلك عبر تشغيل أكبر عدد من الوحدات الإنشائية مما يترجم لفرص عمل أكبر وأعمال جادة. وأشار إلي أن الثقافة يجب أن تكون علي رأس أولويات الدولة, كونها قادرة علي تجاوز الأزمات وزيادة مساحات التنوير واستيعاب المواقف والاقبال علي حياة أفضل وانتعاش اقتصادي واجتماعي وسياسي, واستعادة مواردنا في السياحة والأنشطة المالية, وعودة المستثمرين الأجانب لمجرد الاطمئنان والاحساس بالأمن لتدور العجلة مرة أخري. وأعرب وزير الثقافة الجديد عن احترامه لانجازات وزارة الثقافة في السنوات الماضية, والتي لا يمكن انكارها, مشيرا إلي أن هناك مشروعات كثيرة علي وشك الاكتمال, وقد يتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة ويجب أن تنسب إلي أصحابها الحقيقيين, متمنيا أن يتحول ميدان التحرير إلي ساحة للثقافة بالإضافة لميادين مصر بالمحافظات المختلفة التي نأمل أن يعم بها التنوير. وقال وزير الثقافة إنه لن يعادي حرية الإبداع, وليس دخيلا علي العمل الثقافي, وليس بالضرورة أن يقوده التخصص إلي المنصب المناسب, مؤكدا أنه تعلم في بيت ثقافي وتشرب الثقافة من أبيه, وأنه سيتقدم بإقرار لذمته المالية هو وأسرته, لتتم مقارنتها بين الوقت الحالي وعند خروجه من الوزارة, بالإضافة إلي تسجيل جميع مشروعاته الخاصة, التي كان يديرها قبل توليه المنصب'. وتعهد الصاوي برفع القهر والاستبداد عن أي طرف في الوزارة, وأن من حق الجميع أن يعترض ويبدي شكواه, مشيرا إلي أن المصريين عانوا كثيرا من الاستبداد, ودفعوا الثمن غاليا, لذلك بدأ بتوزيع استمارات علي جميع الموظفين بالوزارة ليسجلوا فيها شكواهم, علي أن يتم إعلامهم بما تم بشأنها خلال30 يوما علي الأكثر سواء بالايجاب أو الرفض'. كما تعهد بتحقيق الشفافية في جميع الأمور المادية والإدارية, وإعلان ميزانية وزارته علي موقع الوزارة الالكتروني بشبكة' الانترنت', والعمل بشفافية مطلقة في عمله, دون مجاملة أو محاباة لأي شخص أو جهة, وأن يكون الهدف بالأساس خدمة المجتمع ثقافيا', لافتا إلي أن من حذروه من قبول المنصب كانوا أكثر من الذين شجعوه وأيدوه في قرار القبول. وحول المطالبة بإلغاء جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية, قال الصاوي إنه من الممكن البحث عن صيغ مناسبة لإلغاء الرقابة إذا كان ذلك ايجابيا, موضحا أنه سيدعو إلي حوار بشأن هذا الموضوع للبحث في صيغ بديلة عن الرقابة, وإذا كان المجتمع قادرا علي الحفاظ علي ذلك عبر تمسكه بالقيم والتقاليد, سيكون ذلك أفضل رقابة ذاتية. وأعرب الوزير عن سعادته بأن يكون وزيرا لثقافة مصر في ظل الثورة الشعبية, منوها إلي أن المجتمع المصري متدين بطبعه, وأنه يرفض بث أي أعمال يمكن أن تصطدم بأعرافه وعاداته, كما أن المجتمع ذاته يرفض الأفلام الإباحية, علي خلفية حديثه عن أن الرقابة تتعلق فقط بالإنتاج السينمائي. ونفي الوزير محمد الصاوي عن نفسه أن يكون منتميا لجماعة الإخوان المسلمين, مؤكدا أن الادعاء بأنه اخواني أمر يثير الدهشة والتعجب, لكنه قال أنا شخص يحب الدين, وأحافظ عليه مثل اي مصري مسلم او مسيحي يحب دينه, وهو الأمر الذي كرسه النظام السابق بأن يبعد عن أجندته الدين, وكأن الدين عار أو خطر علي الدولة. وأعرب وزير الثقافة محمد الصاوي عن أمله في سيادة الدولة المدنية, مشيرا الي أن الدين ليس عدوا للاصلاح أوالتطور, مؤكدا أنه كتب مقالا عن مصر وما بها من متدينين مسلمين ومسيحيين, وعندما سأله البعض عن اليهودية, قال لم أكن أعرف أن ما زال بمصر يهود ولو كنت أعرف لكنت أضفت أيضا اليهودية فكلها أديان سماوية لرب واحد. وحول إمكان رفع اسم مبارك من الجائزة التي تحمل اسمه, قال وزير الثقافة إنه يرفض أن تحمل الجوائز أسماء الأشخاص, وأن تغيير أسماء الجائزة يحتاج تعديلا تشريعيا, وأنه سيرفع مذكرة بذلك إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة يطلب فيها تغيير اسم الجائزة إلي مسمي آخر. ولفت إلي أنه لا يمانع في الالتقاء بالمثقفين الذين أبدوا اعتراضا علي تعيينه وزيرا, وأنه سيرحب بجميع الآراء النقدية التي تنتقده, مادامت في إطار النقد الموضوعي, وستؤدي إلي الخير علينا جميعا, والذي يستهدف الدفع بعجلة العمل الثقافي في مصر. وأضاف الصاوي أنه كثيرا ما عارض النظام السابق, ودعا إلي محاربة الفساد وإحداث التغيير, وكان يدعو إلي أن يكون لدينا رئيس سابق وليس فقط راحلا كما كان مع زعمائنا السابقين. وقال' إنني أطمئن الجميع بأنني لا أود القصاص من أحد أو تبني موقف سلبي في حال مهاجمتي من أحد, فأنا أرحب بالنقد الموضوعي, ولا يضايقني من ينتقدني, بل وأرحب بذلك, مادام ذلك من أجل الصالح العام, موضحا أنه ليست لديه رغبة في الاستمرار بالوزارة, وقال' يكفيني فقط أن أؤدي هذه الفترة الانتقالية واختتمها بشرف'. وتابع قائلا' طوال هذه الفترة لن أقدم تنازلات لأي جهة أو طرف علي حساب مصلحة الوطن, وسأعمل بالتعاون مع الجميع لتحقيق هدفي, وهو نشر الثقافة المصرية علي نطاق واسع داخليا وخارجيا'.