بحث محمد عن الفتاة التي تشاركه أحلامه وطموحه بعد أن اشتد عوده ومارس حرفة النجارة واستطاع خلال فترة وجيزة اتقان المهنة وتوفير الأموال اللازمة لتحقيق حلمه بالزواج وإنجاب الأطفال الذين يدخلون عليه الفرحة والسعادة. طال بحث الشاب العشريني عن الزوجة الملائمة لظروفه المادية وسط معارفه وجيرانه بمنطقة الساحل وخلال بحثه المستمر وقعت عيناه عليأسماء التي تتمتع بقدر من الجمال خفق لها قلبه وسرقت عينيه تنتمي إلي أسرة طيبة تلائم طموحاته لتكون المنزلة السند والظهر معها في مواجهة أعباء الحياة. توجه العريس إلي منزل العروس ليلتقي بأسرتها ويطلب يدها من والدها الذي رحب به بعد ما سمع عن أخلاقه وأنه سيحافظ علي ابنته وبعد مرور عدة أشهر واتفاقهما علي جميع تفاصيل الزواج تم عقد القران وعلقت الزينة علي حوائط منزل العروس وسط الزغاريد وعبارات المباركة وفرحة الأهل والمعارف.. عاش الزوجان في البداية في سعادة غامرة لم ينغصها غير السؤال المتكرر علي لسان محمد حول إنجاب من يحمل اسمه خاصة بعد مرور ست سنوات علي زواجهما الذي لم يثمر عن ابن يشاركهما الفرحة ويتقاسم معهما سعادتهما وبدأ الملل يتسلل إلي عش الزوجية إلي جانب بعض المشادات والمشاحنات التي تولدت من كثرة سؤال الزوج.. ضاق الزوج من حياته وأحواله خاصة بعد تدخل والدته وشقيقتاه كثيرا في حياتهما وبدأت تشتد الخلافات داخل العائلة طالبين من شقيقهم محمد البحث عمن تجلب له مصدر سعادته وفرحته وتعويضه عما فاته من سنين عمره دون إنجاب فعرضت عليه شقيقته الصغري ليلي الكثير من الفتيات الصغيرات في السن من معارفها.. تردد محمد كثيرا في البداية فيما عرضته عليه شقيقته خاصة بعد العشرة الطويلة مع زوجته ولكن الأبوه داخله وكثرة إلحاح أسرته بالارتباط بمن يرزق من خلالها بالاطفال وافق علي فكرة شقيقته الصغري بعد ان اصر علي تأجيل اشهار الزواج وعقده بشكل رسمي بعد التأكد من حمل زوجته الجديدة هجر محمد عش الزوجية واتجه إلي الاقامة بمنزل شقيقته ليلي بمنطقة ام بيومي بشبرا الخيمة ليتعرف علي من سيرتبط بها عن قرب وبعد مرور عدة ايام اتفق علي الزواج عرفيا من زوجته الجديدة. دارت الايام والزوج يعيش مع الزوجة الثانية حتي تلقي اتصالا من زوجته الاولي تسأل عنه وتستعلم عن سبب عدم عودته إلي المنزل خلال العشرين يوما الماضية فما كان من محمد سوي تذكر السنوات التي قضاها سعيدا مع زوجته التي تحملت ظروفه المعيشية السيئة التي مرت عليها وعاتب نفسه كيف يعاقبها علي ذنب ليس بيدها.. عاد الزوج إلي زوجته الأولي ايمان مثقلا بمشاعر الندم علي فعلته التي ارتكبها بحقها إلا أن شقيقته ليلي كانت تسارع الاتصال به تطالبه بالعودة إلي زوجته الثانية الا انه كان دائم الرفض بالرغم من ان ليلي اخبرته بان الأخيرة قامت بإجراء اختبار الحمل وتأكدت من كونها تحمل بداخلها مصدر سعادته.. أصرت الأخت علي لقاء شقيقها بمنزل الأسرة بشارع جسر البحر في حضور والدته وشقيقته الكبري لإقناعه بالعدول عن ترك زوجته الثانية وفي الميعاد المحدد التقي الجميع ودارت بينهم مناقشات حادة خاصة بعد أن أخبرهم بأنه تمكن من سرقة ورقة الزواج العرفي وقام بتقطيعها وهنا كان لوقع الكلمات علي الأسرة بمثابة الصدمة وأصابهم الذهول من فعلته وتعدت شقيقته عليه بالصفع علي وجه والضرب مما أوقد نار الغضب بداخله. كان اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة تلقي إخطارا من العميد محمد الالفي رئيس مباحث قطاع الشمال يفيد بورود بلاغ للمقدم أحمد عبدالعزيز رئيس مباحث قسم شرطة الساحل من مستشفي الساحل باستقباله محمد عبدالمنعم32 سنة نجار ومقيم شارع جسر البحر مصاب بجرح طعني أسفل البطن نتج عن ذلك قطع بشرايين وأوردة الحوض وتوفي متأثرا بإصابته بالانتقال والفحص بمعرفة النقيبين احمد ابو سنة ومعتز زايد معاوني مباحث القسم تبين حدوث مشادة كلامية بين المتوفي ووالدته حميدة أبو الحسن55 سنة بائعة خضراوات وآمال عبد المنعم36 سنة ربة منزل ومقيمتان بذات العنوان و ليلي34 سنة ربه منزل ومقيمة بأم بيومي شبرا الخيمة أول- قليوبية( شقيقتا المتوفي) بسبب رغبة المجني عليه فيالانفصال عن زوجته الثانية زواجا عرفيا واعتراض المتهمات علي ذلك تطورت إلي مشاجرة تعدوا علي بعضهم البعض بالضرب قامت خلالها المتهمة الثالثة بالتعدي علي المجني عليه بسلاح أبيض سكين أحدثت أصابته و التي أودت بحياته و تمكن ضباط وحدة مباحث القسم برئاسة العقيد حاتم البيباني مفتش مباحث فرقة شمال من ضبطهن و بمواجهتهن اعترفن بارتكاب الواقعة و تم بإرشاد المتهمة الثالثة ضبط السلاح المستخدم في الحادث تم تحرير محضر للمتهمة وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتها للنيابة التي تولت التحقيق.