تعاني المستشفيات الحكومية بالشرقية الكثير من المشكلات التي تعوقها عن أداء دورها كملاذ للبسطاء والفقراء وذلك بين نقص شديد في الأدوية وتعطل الأجهزة الطبية والأهم والاخطر عدم تواجد الاطباء خاصة ذوو الخبرة,وهو الأمر الذي ادي إلي ان تصبح طريقا سريعا للموت بدلا من أن تكون طوقا لنجاة المرضي من آلامهم. وعلاوة علي كل ما سبق من تراجع في مستوي الخدمة الطبية فهناك أمر آخر ينغص حياة المرضي وهو سوء المعاملة التي تواجههم من العاملين بهذه المستشفيات, ورغم زيارات اكثر من محافظ وتصريحات وزراء بحق المواطن البسيط في تقديم رعاية وخدمة طبية متميزة الا ان الواقع يؤكد تزايد سوء حالة وتردي جميع المستشفيات الحكومية بالشرقية حيث عشش الاهمال داخل هذه المستشفيات في غياب تام للمسئولين. رصدت الاهرام المسائي المعاناة التي يعيشها أبناء المحافظة أثناء ترددهم علي المستشفيات سابقا.. في البداية أكد أهالي الصالحية القديمة أن مستشفي الصالحية تم بناؤه منذ أكثر من50 عاما وأنه آيل للسقوط وتسكنه الحيوانات الضالة والثعابين ولا توجد به أي خدمات وطالب الأهالي المسئولين بتحويله إلي مستشفي مركزي أكثر من مرة ولأن المستشفي مقام علي مساحة3 أفدنة ومكون من5 مبان. جميعها متهالكة وصادر لها قرار إحلال وتجديد منذ أعوام ولكن لا جديد يذكر. يقول السيد عيد مطر من أهالي الصالحية إنه رغم زيارة أكثر من مسئول للمستشفي الكائن بالمدينة لكن يبقي الحال كما هو عليه علما بأن مدينة الصالحية القديمة يقطنها أكثر من150 ألف مواطن إلا أنه لا توجد بها رعاية صحية مما يجعل العديد من المواطنين عرضة لخطر الموت بسبب عدم وجود إمكانيات ولا أطباء فبرغم أن المستشفي يخدم المئات إلا انه لا يوجد به سوي طبيب واحد فقط لجميع التخصصات وأدوية واحدة لجميع الأمراض في حين أن الممرضات هن من يقمن بتقديم الخدمات العلاجية للمرضي مما يعرض حياة العديد منهم للخطر. وأضاف البطل النجار من الأهالي أن أقرب مستشفي يبعد حوالي20 كيلو مترا, مشيرا إلي أن مدينة الصالحية تربط بين5 محافظات ولها ظهير صحراوي وتكثر بها الحوادث دون مسعف. ويعد مستشفي بلبيس المركزي خير دليل علي ما يعاني منه المرضي البسطاء حيث تعاني المستشفي من تدهور مستوي النظافة داخل أقسامها وعدم تواجد الاطباء في معظم الاوقات لدرجة ان احد المرضي تم تركه لمدة سبع ساعات ملقي علي الارض في قسم الاستقبال في غيبوبة دون علاج بعد ان رفض المستشفي استقباله وتم تحويله. إلي مستشفي الزقازيق الجامعي وعاد مرة اخري دون ان يقدم له العلاج وفي النهاية كانت وفاة المريض واحالة الطبيب المسئول للتحقيق وبقي الحال كما هو عليه. والاكثر من ذلك كما يقول المواطن علي السيد انه توجه ليلا للمستشفي فوجده وكأنه بيت الرعب فهو خاو من الاطباء ما عدا طبيب امتياز ممن لا يملكون الخبرة في التعامل مع الحالات الحرجة ويكفي أنه في الدقائق التي تواجد بها بالمستشفي تم دخول مريض مصابا في حادث وظل ينزف من الأذن ولم يستطع الطبيب التعامل مع هذه الحالة وحاولوا الاتصال بالطبيب الاستشاري دون جدوي. ويضيف أن المستشفي يعاني نقصا شديدا في الأجهزة الطبية لمعالجة وإسعاف الحالات الطارئة رغم وقوعه بالقرب من أخطر الطرق وهو طريق القاهرة بلبيس الصحراوي حيث يتم تحويل الحالات إلي مستشفي الاحرار او الزقازيق الجامعي مما يعرض المريض للخطر ومضاعفة آلامه ويلفظ انفاسه الاخيرة قبل وصوله للمستشفي. أما مستشفي فاقوس العام فحدث ولا حرج حيث يقول محمود نصر انه عندما ذهب بصحبة نجله وجد القطط تفترش اسرة المرضي, كما لم نجد طبيبا مقيما وبعد اتصالات حضر الطبيب وكتب العلاج وقمت بشرائه من الخارج وعندما احتجنا لانبوبة اوكسجين لم نجدها بالمستشفي. ويقول محمد صلاح عبد الرازق من أهالي مركز أبو كبير أنه رغم الإمكانيات الكبيرة الموجودة داخل مستشفي أبو كبير المركزي إلا أنه يفتقر لعدم وجود أطباء في تخصصات كثيرة أهمها العظام والمخ والأعصاب والجلدية وقد تفشت ظاهرة غياب الأطباء داخله والتي يعاني منها الجميع وتزداد الصورة سوءا أمام صيدلية المستشفي حيث أكد عدد من المرضي أن الصيدلية لا تصرف إلا شريط حبوب واحد لجميع الأمراض متسائلين في صرخة إلي أين تذهب أدوية المستشفي علي حد وصفه وأضاف علاء الشبراوي من أهالي الحسينية أن حال مستشفي الحسينية العام لا يسر عدوا ولا حبيبا رغم أن المستشفي فندقي إلا أن الأجهزة معطلة دائما والأسرة غير صالحة للاستخدام الآدمي وتدني مستوي النظافة أصبح سمة سائدة وملائكة الرحمة تخلوا عن دورهم الإنساني والممرضات يسيطرن عليها ويمارسن دور الأطباء. ومن جانبه قال الدكتور شريف مكين وكيل وزارة الصحة بالشرقية أن المستشفيات الحكومية بالمحافظة تعاني من مشكلات عديدة وأن المديرية تعمل علي حلها من خلال ثلاث مستويات وهي قصيرة الأمد والمتمثلة في أقسام الطوارئ والإستقبال وأسرة العناية المركزة ومتوسطة وطويلة الأمد في مختلف الخدمات الأخري المستخدمة في المستشفيات مشيرا إلي أن مديرية الصحة هي المسئول الأول عن صحة وحياة المواطن.. وقد قمنا بتشكيل مجموعة جديدة من المسئولين عن العلاج الحر للتفتيش ومتابعة المستشفيات والرقابة عليها حتي نتمكن من محاسبة المقصرين.