رغم ترحيب ألمانيا أمس باقتراح فضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, ببحث إنشاء مركز أزهري في ألمانيا, لتعليم اللغة العربية وشرح صحيح الإسلام, إلا أن دعوة زعيم اليمين الديني المتشدد في بلجيكا فيليب ديونتر بإلغاء الاعتراف بالإسلام في بلده والتي أدانها مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان له أمس ووصفها بالعنصرية المقيتة, والمحرضة علي النيل من المسلمين الأبرياء الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء, ولم تكن هذه الدعوة الأولي حيث سبقها بأيام رفض المحكمة العليا في بنجلادش طلبا تقدم به ناشطون علمانيون لإلغاء الإسلام كديانة رسمية للدولة. وفيما أوضح المرصد أن مثل هذه الدعوات العنصرية تعبر عن تطرف أصحابها وتعد تحريضا علي العنف والكراهية ضد المسلمين بشكل عام, وتشويها لمعتقد ديني يؤمن به أكثر من مليار إنسان منتشرين بقارات العالم المختلفة, فجر الدكتور أسامة الشيخ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر مفاجأة مدوية بتأكيده أن الكثيرين من العاملين في المراكز الإسلامية بالعديد من الدول الأوروبية ينتمون لجماعات متشددة كالإخوان المسلمين والسلفيين وليسوا من دارسي الأزهر الشريف أو الإسلام الوسطي وهو ما يعني أنهم قد ساهموا بشكل كبير في تشويه صورة الإسلام في هذه الدول خاصة وأن اليمين المتطرف هم من يدعمون الدواعش والمتطرفين في جميع الديانات. وطالب الأزهر الشريف ووزارة الخارجية والجهات المعنية بضرورة مراجعة الأمر, مؤكدا أن مثل هذه الدعوات التي تمثل هجمة علي الإسلام تأتي في أعقاب أي أحداث إرهابية أو صدي لشيء طيب مثل زيارة شيخ الأزهر لألمانيا وحديثه عن الإسلام ودوره في تحقيق السلام والديمقراطية والذي وجد صدي كبيرا في أوروبا كلها. من جانبه قال الدكتور حامد عبده الفقي وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر إن مثل هذه الدعوات تأتي في إطار هجمة شرسة علي الإسلام والمسلمين وذلك بسبب تصرف المسلمين في الدول العربية وعدم وحدتهم وتماسكهم مما يعني أنهم تناسوا تعاليم الإسلام الحنيف والسنة النبوية المشرفة فضعفت بذلك شوكتهم وأصبح من السهل أن يغير عليهم عدوهم, مؤكدا أن الإسلام ليس دين إرهاب ولكن دين سماحة ومحبة فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يغز غزوة أو يرسل سرية إلا بسبب اعتداء المشركين علي المسلمين أو نقضوا العهد. وأكد الفقي أن غير المسلمين الآن استقووا علي المسلمين بالمسلمين فقد اتخذوا من مشكلات المسلمين وفقرهم وسيلة لاصطياد ضعاف النفوس وغسل أدمغتهم واتخاذهم أداه للإرهاب لإلصاق التهمة بالإسلام عن طريق المسلمين أنفسهم.