ليست مفاجأة أن يصبح محمد النني23 عاما لاعب وسط المنتخب المصري في غضون أيام قليلة معشوق الجماهير الاول في أرسنال الإنجليزي رغم وجود أسماء كبيرة في التشكيلة من بينها بطل العالم مسعود اوزيل صانع الألعاب الألماني وأوليفر جيرو الهداف الفرنسي الموهوب وداني ويلبيك نجم إنجلترا. ما يحصده الآن النني هو البداية فقط لمسيرة كفاح لشاب صغير السن لايزال يملك الكثير ليقدمه إذا ما واصل امتلاك الطموح والرغبة في إثبات الذات عبر قصة حياة بدأت بالطرد من ناشئي الأهلي إلي فييرا الجديد كما يطلقون عليه في قلعة المدفعجية نسبة إلي باتريك فييرا قائد فرنسا وأرسنال السابق. وترصد الأهرام المسائي عبر البورترية التالية جانبا من قصة كفاح النني والتي لاتزال في فصولها الاولي ويملك بطلها كتابة المزيد في السنوات المقبلة. هدف البارسا بداية المجد مع المدفعجية أصعب ما ينتظر محمد النني في رحلته الجديدة مع أرسنال هي تخطي عقبة الإنجليزي عنق الزجاجة التي طالما وشكلت نقطة تحول سلبية في مسيرة أكثر من لاعب مصري في أوروبا لم يحقق خلالها النجاح ومن بينهم محمد صلاح في تشيلسي وابراهيم سعيد في إيفرتون ومحمد ناجي جدو في هال سيتي وعمرو زكي رغم بدايته القوية مع ويجان أتلتيك. بداية النني القوية تحتاج منه إلي القتال للحفاظ علي ما وصل إليه من ثقة مدربه الفرنسي أرسين فينجر خاصة أن مركزه يعد مركز أساطير كروية في تاريخ المدفعجية ولعب به نجوم كبار من عينة باتريك فييرا وإيمانويل بيتي نجمي الكرة الفرنسية وسيسك فابريجاس نجم تشيلسي حاليا واحد أبرز لاعبي أرسنال في تاريخه, ودشن النني بداية قوية في مسيرته الكروية مع أرسنال سواء بالتألق في مباراتين بالدوري وثالثة في كأس الاتحاد قبل لمعانه في لقاء برشلونة الإسباني الذي خسره أرسنال3/1 في دوري أبطال أوروبا. وأصبح خلاله النني أول لاعب مصري يهز شباك برشلونة في لقاء رسمي ببطولة دوري الأبطال أكبر بطولات القارة العجوز. الثلاثية بعد كأس العالم والأوليمبياد مع دخوله مرحلة النضج والآمال المعقودة عليه في بدء مرحلة دولية حاسمة يحقق خلالها إنجازات كبري برفقة المنتخب الوطني الأول, يملك محمد النني في تاريخه الدولي إنجازات كبيرة وعملاقة ولكن علي صعيد منتخبات الشباب والأوليمبي حقق فيها كل ما يتمناه أي لاعب كرة في مرحلة ماقبل23 عاما. وكانت نجومية محمد النني انطلقت برفقة منتخب الشباب الذي أسسه مصطفي يونس وقاده ضياء السيد للحصول علي الميدالية البرونزية والمركز الثالث في بطولة كأس الأمم الإفريقية للشباب تحت20 عاما وأيضا التأهل إلي منافسات كأس العالم تحت20 عاما في كولومبيا والتي شهدت التأهل إلي دور الستة عشر قبل الخروج من الأرجنتين وأقيمت البطولتان في عام2011. وحقق محمد النني مجدا آخر مع المنتخب الأوليمبي مع مديره الفني هاني رمزي تمثل في الحصول علي الميدالية البرونزية والمركز الثالث لبطولة كأس الأمم الإفريقية الأوليمبية تحت23 عاما في المغرب عام2011 ثم التأهل إلي دورة الألعاب الأوليمبية في لندن2012, ووقتها نجح النني برفقة زملائه في الوصول إلي دور الثمانية في إنجاز آخر. وبحسبة بسيطة نجد أنه جمع بين شرف اللعب في بطولتي دورة الألعاب الأوليمبية وكأس العالم للشباب. بطل سويسرا3 مرات.. رقم قياسي في غضون3 أعوام أصبح لمحمد النني مكانة بارزة في عالم المحترفين المصريين في أوروبا يتفوق في عالم الأرقام القياسية علي أسماء أكبر منه في الماضي والحاضر وبات معها أسطورة احترافية حقيقية. ولم يحصل أي لاعب مصري علي لقب بطل الدوري مع فريقه في أوروبا3 مرات متتالية ومن بينهم محمد صلاح وأحمد حسام ميدو ومحمد زيدان. ويعد محمد النني لاعب الكرة المصري الوحيد الذي فاز ببطولة الدوري في أوروبا3 مرات متتالية وهو رقم قياسي بكل المقاييس سواء في عدد مرات التتويج أو خلال إحرازها بشكل متوال وبدون فاصل ولو موسم واحد بين الألقاب الثلاثة. هذا الإنجاز والرقم القياسي التاريخي حققه محمد النني مع فريقه بازل بالفوز ببطولة الدوري السويسري3 مرات متتالية أعوام2015/2014/2013, وهو رقم قياسي وكان من الممكن أن يزيد عدد ألقاب النني مع بازل إلي البطولة الرابعة في حالة استمراره معه حتي نهاية الموسم الحالي ولكنه اختار الانتقال إلي صفوف أرسنال الإنجليزي الأكثر شعبية وشهرة وقوة في نقطة تحول كبيرة في رحلته الاحترافية يطرق فيها أبواب اللعب في كبري الدوريات حيث التصنيف الأول في القارة الأوروبية, وهو في الثالثة والعشرين من عمره. وكان محمد النني بدأ مسيرته الاحترافية في يناير2013 بالانتقال من المقاولون العرب إلي بازل السويسري مقابل مليون يورو وهو رقم ضخم وقتها مقارنة إلي أن سنه20 عاما بخلاف مركزه كلاعب وسط مدافع. كنز الملايين ل المقاولون وبازل لم تكن بداية محمد النني سهلة في عالم كرة القدم, وهو مثل رفيق كفاحه محمد صلاح, بدأ المشوار من القاع إلي القمة وتحمل الكثير من الصعاب. أول صدمة تلقاها محمد النني في مسيرته الكروية كانت استبعاده من الأهلي وهو لاعب صغير السن في قطاع الناشئين, في وقت كان ينتمي قلبا وقالبا للاهلي ويقدم عروضا جيدة, وكان حريصا علي التقاط الصور التذكارية مع كبار اللاعبين الذين لعب بجوارهم فيما بعد يتقدمهم محمد أبوتريكة. وتلقي النني ضربة قوية عندما تأجلت صفقة انتقاله إلي بازل السويسري في صيف عام2012 وتركه محمد صلاح ليسبقه إلي هناك وظل متمسكا بها وذهب بعد أشهر قليلة لقضاء فترة معايشة وبالفعل نجح في خطف الأنظار وأجبر المسئولين علي استعارته لمدة ستة أشهر ثم شراؤه. ومنح النني المقاولون العرب ثروة تتخطي ال20 مليونا سواء من عائد بيعه مباشرة إلي بازل أو فيما بعد نسبة في انتقاله لأرسنال, ثم منح بازل نفسه مكسبا ماليا ضخم يصل إلي7 ملايين يورو من وراء بيعه إلي أرسنال.