يعاني المسنون دائما من مشكلات متعددة سواء من الدولة والمجتمع أو من جحود أبنائهم وأسرهم وهناك حالات مأساوية داخل دور المسنين وعلي الرغم من أن هذه الفئة أعطت كل ما تملك لأبنائها طوال سنوات عمرهم إلا أنهم وما أن تظهر عليهم علامات الشيخوخة ويصيبهم المرض فيجدون أنفسهم يعيشون بين أربعة جدران ويتردد عليهم ابناؤهم علي فترات بعيدة و بعد وفاة الزوج او الزوجة تبدأ رحلة المعاناة الشديدة لمن يبقي منهما علي قيد الحياة ليجد صعوبة كبيرة في أن يعيش بمفرده داخل المنزل خاصة ان الأبناء يتركونه وحده مما يضطره الي التفكير في البحث عن دور للمسنين ليقضي بقية عمره بها ليبدأ حياة جديدة لم يتعود عليها ويعيش بين أقرانه من كبار السن حيث يجد داخل دور المسنين من يقوم بتقديم الدواء والطعام ووسائل الترفيه ويجد من يستمع إليه يقول محمد مصطفي ورد90 عاما ان الحياة داخل الدار جيدة وقد وجدت هنا أسرتي فانأ علي علاقة رائعة مع جميع نزلاء الدار كما أنني أشعر أن جميع من حولي من المسئولين والعاملين بالدار هم ابنائي رغم حرص ابنتي الوحيدة وهي متزوجة علي زيارتي أسبوعيا بصحبة زوجها وأبنائهما حيث أقضي معهم يوما جميلا أستمتع فيه باللعب مع أحفادي ويشير ورد إلي ضرورة ان تولي الدولة اهتماما أكبر بدور المسنين علي مستوي الجمهورية لأنهم في مثل هذا العمر يشعرون بسعادة غامرة كلما وجدوا من يحنو عليهم. الحاجة نفيسة القوني تقول: حضرت الي دار المسنين بعد وفاة زوجي الذي كان يمثل بالنسبة لي كل شيء في الحياة وهنا داخل الدار أقضي يومي مع جميع النزلاء اسعد بالعاملين بالدار عندما ينادونني ياماما لانني ليس لي ابناء وانا أشكرهم لأن معاملتهم لنا جميعا أكثر من رائعة ودائما ما يلبون جميع طلباتنا كما ان هناك اهتماما اكبر من العاملين بالدار في تقديم وجبات جيدة لنا وكاننا نعيش داخل منازلنا وتؤكد أنها تستغل وقتها داخل الدار في حفظ وتلاوة القرآن لدرجة ان جميع زميلاتها يشيدون بحسن تلاوتها للقران الكريم, وتابعت: أحمد المولي عز وجل أن وفقني في حفظ كتابه الكريم ليكون شفيعا لي يوم القيامة وتقول الحاجة روحية محمد: كان لدي تخوف في بداية التحاقي بدار المسنين ولكن بمرور الوقت تأقلمت مع زميلاتي وزملائي وأصبحنا وكأننا أسرة واحدة كما ان العاملين بالدار دائما ومن خلال معاملتهم الإنسانية لنا جميعا جعلونا نشعر وكأنهم أبناء لنا جزاهم الله كل خير. ويؤكد أسامة راشد أخصائي اجتماعي بإحدي دور المسنين بالأبعادية بدمنهور أهمية الدار بالنسبة لهذه الشريحة من المجتمع مشيرا إلي أن غالبية نزلاء الدار يأتي إليهم أولادهم وأحفادهم لزيارتهم باستمرار وأشاد بزيارة الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة للدار وان الجميع سواء من النزلاء او العاملين شعروا بارتياح كبير بزيارة المحافظ للدار قبيل الاحتفال بعيد الأم بالإضافة الي القرارات التي أصدرها خلال الزيارة ومنها تحمل المحافظة للزيادة السنوية في رسوم الإقامة بدار المسنين والتي تقدر ب10% لكل نزيل فضلا عن سداد المتأخرات المستحقة لشركتي الكهرباء والمياه علي الدار وتحمل المحافظة لتكاليف العمليات الجراحية للمرضي من نزلاء الدار. وقال راشد ان المحافظ قرر تدعيم المؤسسات الاجتماعة بالأبعادية بمبلغ432 ألف جنيه لدعم الأنشطة المختلفة وإجراء الإصلاحات والترميمات الموجودة بالإضافة الي زيادة مرتبات العاملين المتعاقدين مع الدار بمبلغ100 جنيه شهريا لكل عامل ومن جانبه أكد الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أنه كان حريصا علي زيارة دار المسنين مع اقتراب احتفالات مصر بعيد الأم مشيرا إلي أن زياراته سوف تستمر لمثل هذه المؤسسات لأن من بها لهم حقوق علي المجتمع والدولة معا مناشدا رجال الأعمال بتوجيه جزء من أرباحهم لمثل هذه المؤسسات في إطار التكافل المجتمعي بين جميع أبناء الوطن