يوما بعد يوم تثبت القوات المسلحة أنها درع الوطن وسيفه الذي يذود عنه وقت المحن ويبذل الغالي والسمين والدم والعرق من أجل ترابه المقدس, يتحدي الصعاب, ويطور من قدراته, مهما كانت التحديات, أقول ذلك بعد أن شاهدت منذ يومين المناورة التي نفذتها القوات البحرية بالذخيرة الحية( ذات الصواري) والتي نفذت بمشاركة عشرات القطع الحديثة من مختلف الطرازات, وباشتراك عناصر الوحدات الخاصة البحرية والهليكوبتر وطائرات اكتشاف ومكافحة الغواصات. حيث تضمنت العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب علي مهام العمليات والتي من بينها تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحري وتأمين الوحدات البحرية ضد مخاطر الألغام وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحر ضد الأهداف المعادية بالصواريخ السطح سطح والسطح جو والمدفعيات والطوربيدات وقذائف الأعماق. وخلال المناورة قام الرئيس السيسي برفع علم مصر علي متن احدث وأقوي قطعة بحرية انضمت لقواتنا المسلحة وهي الفرقاطة فريم التي حملت اسم تحيا مصر تيمنا بشعار الوطنية والتحدي كما استمع الرئيس والحضور إلي الفكرة التكتيكية للمناورة والتي تقدم صورة واقعية لما تقوم به القوات البحرية من أنشطة تدريبية ومهام قتالية لحماية السواحل المصرية بالبحرين المتوسط والأحمر والمجري الملاحي لقناة السويس, كما تفقد غرفة عمليات الفرقاطة تحيا مصر وهي تتميز بتقنيات عالية وقدرات قتالية فائقة المستوي تمكنها من تنفيذ كافة المهام التي تسند إليها تحت مختلف الظروف البحرية والتي تعد الآن فخرا لقواتنا البحرية. وفي منظومة متكاملة تعكس مستوي الكفاءة القتالية العالية قامت مجموعة من لنشات الصواريخ من طراز( سليمان عزت) والتي انضمت للخدمة حديثا ضمن أسطول القوات البحرية بتنفيذ رمايات سطح/ سطح بالذخيرة الحية وبالأعيرة المختلفة, أظهرت مدي الدقة في إصابة الأهداف والتعامل معها, وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين بكفاءة عالية. هذه المناورة حملت العديد من الرسائل للداخل والخارج حيث تؤكد حرص القيادة العامة للقوات المسلحة علي تطوير وتحديث القدرات القتالية للقوات البحرية وفقا لأحدث المنظومات العالمية, والحقيقة أن رجال القوات البحرية بما يملكونه من تدريب راق ووحدات وأسلحة بحرية تواكب احدث القطع البحرية بالعالم يمارسون مهامهم بكل قوة وحزم لحماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية ضد أي أعمال عدائية خارجية أو داخلية, كما تكمن أهمية المناورة البحرية في التأكد من قدرة جميع العناصر المقاتلة والتخصصية داخل القوات البحرية علي مواكبة التطور السريع في نظم وأساليب القتال البحري بما يتناسب مع طبيعة العدائيات والتهديدات البحرية المحتملة, وهي بالتأكيد رسالة للعالم بأن مصر قادرة علي التحدي, وأن قواتها المسلحة تتطور وأصبحت تمتلك أفضل وأقوي أنظمة التسليح, وأن الفرد المقاتل يملك روحا وطنية تصل إلي عنان السماء, وان العقيدة العسكرية المصرية تتطور أيضا لتواكب التحديات والتهديدات وأنها قادرة علي سحق كل من تسول له نفسه المساس بمصر وحدودها البحرية والبرية والجوية مهما كان نوع وتسليح العدو أو قدرته القتالية لتظل مصر واحة للأمان بفضل الله وحماة الوطن الأوفياء.