أدرك كما يدرك جميع المصريين أن ثورة25 يناير كانت زلزالا هز أركان المحروسة وأعلم جيدا أنه زلزال غير وجه مصر وأطاح بنظام حكمنا طوال ستين عاما لكنني أدرك أيضا أن توابعها لم تمض في نفس مسار الثورة, فبعد أن رفع شباب الثوار شعار الحرية والعدالة اللذين لاتحققهما إلا دولة مدنية حقيقية أذهلني أن يتحول زلزال الثورة عبر توابعه المشوهة إلي مظاهرات فئوية لاتبتغي إلا مصالح ضيقة وبعواجيز الفرح من رموز المعارضة القديمة بأحزابها الرسمية وجماعاتها المحظورة سابقا يتقافزون علي إنجاز الشباب الذين أنا واحد منهم عواجيز الفرح يحاولون نشل ما أنجزه الشباب وما عجزوا عنه طوال عقود بما في ذلك جماعة الأخوان الأكثر تنظيما علي الأقل لاقوة في الشارع ولأنهم كذلك أي الأكثر تنظيما نجحوا في أن يكونوا القاسم المشترك في كل الائتلافات التي تمثل الثورة, ولما لا وقد احترفوا سرقة الأضواء, ومعهم كتاب المعارضة السابقة ومنظريها الذين ما لبثوا يدعون قيادة الثورة. كل ذلك لايهم لكنه يقلقني فهؤلاء الفاشلون في الماضي القريب يحاولون الأمساك بزمام الثورة دون أن يقدموا براهين نجابتهم المستحدثة. مصدر قلقي أنهم سيقفزون علي مبادئ الثورة يسقطون بها مجددا في بحر الفشل الذي لم يعرفوا السياحة اللا فيه؟ غير أن أكثر مايقلقني أن الثوار عادوا لبيوتهم ظانين أن عواجيز الفرح قادرون علي تحقيق مطالبهم لمجرد أنهم رفعوا شعاراتها في السابق. لذا أقول لشباب الثورة لاتمنحوا شيكا علي بياض لعواجيز الفرح لأنهم رسبوا في كل الامتحانات وعودوا عبر قيادات واعية تفوق معني ماطالبتم به, وهو ببساطة مجتمع ديمقراطي قائم علي أساس مدني ودافعوا عن دستور مدني مرجعيته الأمة المصرية ولاتتركوا الساحة خالية لدعاة الدولة الدينية الشمولية بطبيعتها ولا تتركوها فارغة كي يملأها أصحاب المطالب الفئوية الضيقة فهؤلاء من موظفي الحكومة لم يشاركوكم ثورتكم والحرية ليست مطلبهم وإنما هي بضعة جنيهات أقصي غايتهم. ثوروا مرة أخري فنحن الشباب ملايين وملايين أثبتنا طوال أيام الثورة أننا قاطرة هذا البلد ونخبته الجديدة.