يجب أن نعترف أن ثورة25 يناير كانت تخلو من الأنا وحب الذات بل كان أهم مايميزها موضوعية مطالبها حتي يعود نفعها علي الجميع فكانت الأفضل علي الإطلاق. لدي زيارتي الأولي لميدان التحرير جال في خاطري للوهلة الأولي أنني سأجد كلا يبكي علي ليلاه حتي ولو كان البعض منهم. ولكن كان من المدهش أن أجد الجميع متفقا علي مطالب شعبية وليست فئوية ومن هنا شقت الثورة طريقها إلي النجاح وانجزت أهدافها المرجوة للمصلحة الوطنية وسقطت كل الأقنعة ورفعت الستار. وأرتفع سقف تطلعاتنا وطموحاتنا وعاد الأمل من جديد يطرق الأبواب ويلوح في الأفق, ليزف إلينا البشري بمصر جديدة يسود أجواءها الديمقراطية وتزين أقلامها الحرية ويحلق في سمائها العدل والمساواة وتكسوها الكرامة. ومن هنا بدأ تحفيزنا كشباب وإشراكنا في رسم ووضع خريطة الطريق كمسيرة البناء الوطني الجديد ولأنني أنتمي إلي هذا الجيل كتبت ما أحلم برؤيته في العهد الجديد من أجل خطوة نحو التنمية المستدامة, كالإلتزام بالقانون الدولي لحقوق الانسان ومعاقبة الخارج عليه داخليا, وحرية تكوين الأحزاب وحرية الانتماء إليها وإنشاء مشاريع قومية متعددة لاستيعاب أعداد الشباب والقضاء علي البطالة, ومكافحة الفقر ووضع ذلك ضمن خطة استراتيجية مستقبلية وتحديد المدة المطلوبة لإنجازها. كما يجب الاعتماد علي الأسلوب الميداني أو التطبيقي في المدارس والجامعات بدلا من الأساليب النظرية الفاشلة وحدها والتي لاتجدي بأي شيء مما يكسب الأطفال والشباب خبرات تتوافق مع احتياجات السوق حتي لانحتاج إلي عقود من الزمن لاكتساب الخبرات الوظيفية. ومن وجهة نظري أن يوقع كل وزير قبل عملية التنصيب علي إقرار ذمة مالية لضمان حق الشعب. ومن أجل تعزيز الثقة بين الدولة والشعب ينبغي إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ, ولاسيما وضع أجندة استراتيجية معلنة يلتزم بها كل من يرتقي إلي منصب رئاسة الجمهورية والقضاء علي الرشوة والمحسوبيات. ولضمان حماية أمن واستقرار بلدنا علينا أن نبدأ بمؤسسات السجون بتشكيل ندوات دينية وثقافية أسبوعية إجبارية حتي يكون إصلاح وتهذيب وليس قنبلة إجرامية موقوتة والالتفات إلي جميع مؤسسات الرعاية والإشراف الدائم عليها ولكي تعود الثقة بين الشرطة والشعب ينبغي عليها البدء بخدمة الشعب وليس مصالحها واحترام حقوق المواطنين وتغيير مناهج الشرطة لخدمة ذلك. وحتي لانعود إلي سيناريوهات الفقر والذل علينا أن نبدأ بتحميل العشوائيات وانشاء مشاريع صغيرة وتوفير فرص عمل لكل سكانها ومحو أميتهم والاستعانة بعلماء الاجتماع والانثربولوجيا وتحليلات النظرية السوسيولوجية, كما في أمريكا والدول المتقدمة لوضع الخطة التنموية. وأخيرا أدعو شعبنا الغالي إلي التكاتف والتفاني في العمل حتي نستطيع النهوض بمستقبل مصر بعيدا عن الاضرابات وأن نساعد الجيش المصري رعلي النهوض باقتصاد مصر.