يوم الاثنين الماضي وقعت حادثة بشعة في عين شمس لابد أن تكون جرس إنذار للمجتمع كله يقف عندها المحللون وعلماء الاجتماع, ليروا ماذا فعلت المخدرات في شبابنا. شقيقان في عمر الزهور.. الأول عمره(15) عاما والثاني عمره(20) انتظرا حتي نام والداهما واضرما النيران في الشقة فاحترق الوالدان وعندما القت الشرطة القبض عليهما قالا كلمة غريبة تدل دلالة كبيرة علي ان المخدرات قضت علي عقليهما قالا: مزاجنا كده!!. النيابة أحالت الشقيقين إلي الطب النفسي للتأكد من سلامة قواهما العقلية. أنني أري أنه واجب علي الطب النفسي قبل توقيع الكشف الطبي عليهما ان يأخذ عينة من دمائهما للتأكد من انهما لا يتناولان أي نوع من المخدرات وخاصة اقراص الترامادول القاتلة التي تعد السبب الأول والدافع الاساسي لكثير من الجرائم. لا يعقل أبدا أن هذين الشقيقين أقدما علي جريمتهما الشنعاء وهما في كامل قواهما العقلية. الوالدان اللذان أوصانا الله عز وجل بألا نقل لهما اف ولاننهرهما تمتد اليهما أيدينا بإشعال النيران فيهما بعد نومهما!!. أدعو وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار إلي مواصلة جهود وزراته لتجفيف منابع تجارة الحشيش, ولابد من شحذ همم رجال مكافحتها في كافة انحاء الجمهورية لضبط شحنات الترامادول بشكل خاص لأن الاطباء اجمعوا علي أن ادمان هذا النوع من الاقراص المخدرة يحول المدمن إلي مجرم يسهل عليه ارتكاب أي جريمة يكون ضحيتها أقرب الناس اليه. لا يعقل أن تكون التشريعات القانونية لدينا هزيلة أمام مواجهة جرائم وهذا دور مجلس النواب, فلابد من تغليظ عقوبة إدمان هذه السموم لتصل إلي الاعدام ليستطيع المجتمع أولا بأول استئصال هذه الافاعي المدمنة التي تهدد سلامته وأمنه. ولننظر إلي السعودية وكيف تعاملت قانونيا مع جرائم المخدرات. كل من يضبط وهو محرز أي مادة مخدرة عقوبته الإعدام فورا, دون مط أو تطويل في اجراءات التقاضي, هكذا يكون الحسم المجتمعي والحرص من القائمين علي امره وعلي سلامته وأمنه. أحكام الإعدام ستكون رادعا قويا لكل من تسول له نفسه الإقبال علي إدمان أي نوع من المخدرات. فإدمان المخدرات لا يلحق الاذي بالمدمن فقط ولكن بمن حوله وقد يكونون أعز الناس لديه مثل جريمة عين شمس الشنعاء. ومن متابعتي الطويلة للحوادث التي وقعت في المجتمع المصري علي مدار ثلاثين عاما مضت شاهدت الابن المدمن يقتل والدته وهي علي سجادة الصلاة لانها رفضت أن تعطيه المال لشراء المخدرات. وآخر قتل والده لنفس السبب. الحل لهذه الكوارث في ايدينا ونحن عنه غافلون. لابد ان يكون من أولويات مجلس النواب تغليظ عقوبة الإدمان لتصل إلي الاعدام, حتي نستطيع تنظيف مجتمعنا من هذه الأفاعي القاتلة. ولا انسي يوما اتصل بي أب يشغل منصبا مرموقا منذ عشرين عاما يطلب مني أغرب طلب سمعته في حياتي, توسل إلي وهو يبكي أن اتصل بضابط مكافحة المخدرات للقبض علي ابنه الذي تعرف علي شلة من اصدقاء السوء في احد النوادي الشهيرة, وأدمن الهيروين ووصل به الامر إلي رفع السلاح الابيض علي امه وابيه حتي لا يمنعاه من بيع جميع اثاث الشقة والاجهزة الكهربائية بها. قال لي الاب وقتها من بين دموعه لم يبق لي الا السرير والدولاب بكيت علي بكائه وارسلت اليه ضباط المكافحة ليلقوا القبض علي ابنه ولن انسي كلمته( لقد قامت قيامتي وانا في الدنيا).