٭ كيف تري نتائج المسح الذي أعده صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التي تكشف انخفاض سن بدء التعاطي بدءاً من مرحلة الطفولة؟ - لم يعد تعاطي المخدرات مقصورا علي سن معينة، فقد سجلت حالات لتعاطي المخدرات من ثماني سنوات وحتي سن التسعين كما لم تعد الظاهرة مقصورة علي الذكور، فهناك عدد كبير من الإناث بدأن في تجريب المادة المخدرة وإدمانها، هذا يعني أن المخدرات فكرة تطرأ لأي شخص، وقد سجلت حالات تعاطي للمخدرات لجميع فئات المجتمع من طلاب وفنيين وسائقين وحرفيين وحتي لمهندسين وأطباء وصحفيين ورجال القضاء والقانون، فالتعاطي لا يعتمد علي المستوي الاجتماعي والثقافي للشخص فكل المستويات والمجتمعات يتم فيها تعاطي المواد المخدرة، كما أن الحالة الاقتصادية للفرد لا تؤثر علي تعاطي المخدرات لكن تؤثر علي نوع المادة المخدرة التي يتعاطاها. ٭ وصلت نسبة متعاطي المخدرات في مصر إلي 8% ما تفسيرك لهذا الرقم الكبير؟ أعتقد أن النسبة الحقيقية تفوق ذلك بكثير، لأن المسح الشامل يأخذ عينة عشوائية، فهذه النسبة تمثل من أعلنوا أنهم يتعاطون المخدرات ولم يخجلوا، وهذه النسبة تعتبر أكبر من ضعف المعدل العالمي الذي يصل إلي 3.7% ومتعاطو المخدرات في مصر مقسمون كالآتي: 79.8% حشيش، 18.9% نبات البانجو، 1% أفيونات (أفيون- مورفين هيروين) و3.% مستنشقات (بنزين كلة - دوكو- أسيتون- تنر). ٭ هل النسبة الأكبر من متعاطي المخدرات من العاطلين عن العمل؟ - 17% من المتعاطين لا يعملون، و83% من المتعاطين يعملون، وبالتالي النسبة الأكبر بين العاملين، علي عكس ما يشاع وهم مقسمون كالآتي: وظائف قيادية ومديرون 3.3 % الإخصائيون 6.5 % الفنيون ومساعدو الإخصائيين 10.2% العاملون والمهن الكتابية والسكرتارية، 0.1% عمال الخدمات 16.6% المزارعون وعمال الزراعة، 5.7% الحرفيون 26.6% عمال تشغيل المصانع وعمال الإنتاج 18% عمال المهن العادية 11.8%. ٭ ما حجم الإنفاق علي تجارة المخدرات في مصر؟ - من الصعب الوصول إلي حجم الإنفاق علي تجارة المخدرات بالتحديد، لكن يمكن حصر متوسط الإنفاق من 18 إلي 24 مليار جنيه سنويا، أي بمعدل يصل إلي 20 مليار جنيه، فهذا الرقم الأقرب إلي الصحيح. ٭ ماذا عن آخر إحصائية لعدد قضايا المخدرات في مصر؟ - وفقا لآخر إحصائية سنوية وصل عدد القضايا المنظورة أمام المحاكم الواردة إلي إدارة معامل الطب الشرعي 50 ألف قضية مخدرات علي مستوي القاهرة الكبري خلال العام الماضي وهذا رقم كبير يعود إلي حالة الانفلات الأمني خلال العام الماضي وسهولة الحصول علي المادة المخدرة ورخص ثمنها وزيادة عدد المتاجرين في المخدرات إلي جانب شيوع المعتقدات الخاطئة للحالة النفسية الناتجة عن تعاطي المخدرات الذي يؤدي في النهاية إلي تأثير معاكس. ٭ برأيك ما السياسات الأمنية التي يجب اتباعها لمكافحة انتشار تعاطي المخدرات؟ - لا يستطيع أقوي جهاز أمني في العالم ضبط سوي10% أو 15% من أي نوع من أنواع المخدرات، فبالطبع كل القضايا لا يتم ضبطها، ومن وجهة نظري لو ركزنا علي سياسة خفض الطلب علي المادة المخدرة سيساهم ذلك في مساعدة الأمن نسبيا، وذلك من خلال عدة آليات منها التوعية من خلال حملات إعلامية بمخاطر المخدرات، مع تغليظ العقوبة القانونية فمثلا عن طريق نقل الترامادول من الجدول الثالث إلي الجدول الأول فتصبح العقوبة القانونية أعلي بدلا من العقوبة الأقل بالحبس أو دفع غرامة فتطبق العقوبة في هذه الحالة بالإعدام لجلب أو المؤبد للاتجار فذلك يكون نوعا من الردع القانوني للحد من الظاهرة وعدم التهاون معها إلي جانب إحكام الرقابة الأمنية. ٭ ما عدد المدمنين في مصر بالنسبة لعدد المتعاطين؟ - تصل نسبة المدمنين من بين عدد المتعاطين إلي 7% بينما يصل المعدل العالمي للمدمنين إلي 5% أي أن مصر فاقت بذلك المعدل العالمي وهي نسبة كارثية حيث إن 3.1% يتعاطون المخدرات بشكل غير منتظم بينما 4.8% يتعاطون بشكل منتظم ، منهم حوالي 1.6% مدمنون للمواد المخدرة بإجمالي واحد ونصف مليون شخص. يأتي الحشيش في المرتبة الأولي بنسبة 53.5% ثم الكحوليات بنسبة 22.6% ثم العقاقير المؤثرة علي الحالة النفسية 11.7% ثم مشتقات الأفيون 7.2% ثم المنشطات 5.3%. ٭ ماذا عن نسبة من يتقدمون للعلاج من الإدمان؟ - من خلال الحالات الواردة إلي مستشفيات علاج الإدمان وتعاطي المخدرات علي مستوي الجمهورية المتمثلة في قصر العيني ومركز الطب النفسي بعين شمس وحلوان العام ومستشفي المطار وكيرتياس "بالإسكندرية" وبنها للصحة النفسية والخانكة والقوات المسلحة بالمعادي، وصلت الحالات المتقدمة إليها للعلاج علي حسب مستوي التعليم إلي 27.7% ثانوي فني، 22.8% تعليم أساسي، 21.4% مؤهل جامعي، 10.1% أميون، 5.6% ثانوي عام. أما الحالات المتقدمة للعلاج علي حسب المهنة فيأتي الحرفيون في المرتبة الأولي بنسبة 33.9%، العاطلون 17.4%، الطلاب 12.7%، الباعة الجائلون 9.25%، أعمال حرة 7.1%. أما تصنيف الحالات المتقدمة للعلاج علي حسب الحالة الاجتماعية للوالدين فتأتي الحالات المقيمة مع الوالدين 51.7% . أما أحد الوالدين متوفي 37.7%. أما الحالات التي لديها الوالدان منفصلان 4.4%. ٭ من خلال القضايا الواردة للطب الشرعي ما أكثر أنواع المخدرات شيوعاً؟ - خلال السنوات الماضية تصدر القائمة مخدر الحشيش، لكن الآن قفز الترامادول واحتل المرتبة الأولي، نظرا لتهريبه الذي زاد بشكل كبير ووروده من الصين والهند والإقبال الشديد عليه من معظم الشباب، ثم يأتي في المرتبة التالية الأدوية مثل المهدئات والمنومات، ثم الكوكايين وعقاقير الهلوسة والهيروين والاكستازي التي تتعاطاها الطبقة ذات المستوي المعيشي المرتفع، وهي شريحة قليلة لكنها موجودة. ٭ لماذا يقبل معظم الشباب علي تعاطي مخدر الترامادول تحديداً؟ - لأنه يعمل عن طريق تفعيل مستقبلات المواد الأفيونية الموجودة في المخ، وعندما يعمل الترامادول ينتج الأندروفين، فتعمل هذه المستقبلات علي المتعة وتخفيف الآلام، وعند استخدام جرعات زائدة من الترامادول فإنه يسبب إغلاق بعض المستقبلات في الدماغ أو خفض كبير في الأندروفين التي تم إنشاؤها والتي تنتج عنها الإصابة بالاكتئاب.