ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. هو ملخص لقاء أسوان والإسماعيلي دراويش الكرة المصرية أمس في ختام نصف الدوري الممتاز لكرة القدم في أسوان والذي انتهي بالتعادل1/1 فعماد النحاس المدير الفني لأسوان دخل اللقاء وهو يمني نفسه بالحصول علي النقاط الثلاث مستغلا نشوة الدراويش بالفوز الذي حققوه علي الزمالك منذ أيام فلم يدرك إلا نقطة وحيدةهي غالية ولها ثمنها, وهو نفس شعور وأمنية خالد القماش المدير الفني للإسماعيلي الذي جاء مع فريقه إلي أقصي الجنوب قبل المباراة حالما هو الآخر بفوز يرفع من أسهمه في ثاني لقاء يقوده مع الدراويش, بعد سلسلة من الخسائر والتعادلات التي أبقت علي فريقه عند النقطة21 في مركز لا يليق بالفارس الثالث للكرة المصرية. المباراة في مجملها لم ترض من تابعها علي الإطلاق, فالإسماعيلي ظهر كفريق غير ذلك الفريق الذي تلاعب بالزمالك حامل اللقب يوم الأربعاء الماضي فبدا في حالة يرثي لها إلا في بعض الفترات التي استطاع خلالها أن يسجل هدفه الوحيد عن طريق شوقي السعيد وهو ما جعل مدربه يقف علي الخط في حالة عصبية شديدة وكأنه يشاهد لاعبين لايعرفهم. أما أسوان فقد احترم خصمه احتراما شديدا وأغلق مفاتيحه من الأجناب والعمق وكان الأعلي بدنيا فلم يغامر النحاس بالهجوم إلا عندما تأخر بهدف وبعدما تأكد من أن الأسد الإسمعيلاوي بلا أنياب تهدده في الشوط الثاني, فأشرك الولد الشقي البوركيني إيريك تراوري وشكل خطورة وضعت أكثر من علامة استفهام حول تأخير تغيره. ومع احترام كل خصم للآخر كان من الطبيعي أن تندر الفرص ويغيب الأداء الجمالي وكان من الطبيعي أيضا أن تأتي حلول التهديف من خلال المدافعين شوقي السعيد وإبراهيم القاضي. وورقيا جاءت طريقتا الأداء متشابهتين1/2/3/4, حيث بدأ أسوان معتمدا علي إيهاب المصري الذي منحه النحاس الفرصة لتعويض الفرصة السهلة التي أهدرها في لقاء فريقه الأخيرمع الداخلية ومن خلفه الفيومي وشكري نجيب وثلاثة لاعبي ارتكاز هم الشايب ومحمد رزق وعبدالله فاروق, وكان المصري محطة جيدة لاستلام الكرة تحت ضغط رقيبه إسلام جمال, بينما دفع القماش بمهاجمه المتميز مروان محسن ومن خلفه عفروتو وأحمد سمير وثلاثة من لاعبي الوسط المدافعين هم محمود متولي ومودي وعمر الوحش ولكن علي عكس المصري هرب محسن للأجناب في ظل عدم المساندة الفعالة من القادمين من الخلف فاختفي وندرت خطورته داخل مربع العمليات التهديفي. ومع بداية اللقاء حاول الأحمدان سمير تشكيل جبهة يسري للدراويش قابلها رجل المباراة الأول ونجم دفاع أسوان المتألق أمير عابد, فيما مال إبراهيم الشايب النجم الثاني في اللقاء لتغطية أحمد عبد العزيز زيزو الذي شارك بديلا للمصاب فؤاد سلامة للحد من سرعات عفروتو الذي اضطر مدربه لنقله إلي الجبهة اليمني ثم تغيره عندما وجد نظيره النحاس مستغلا لعدم ارتداده في أكثر من هجمة شكلت خطورة في الكرات العرضية. وجاء هدف الإسماعيلي بصاروخية شوقي السعيد في الدقيقة42 ليقلب حال آخر8 دقائق في هذا الشوط, حيث بلغت الإثارة ذروتها في هذه الدقائق التي تصدي خلالها محمد عواد لرأسية عبدالله فاروق قبل أن ترتد من العارضة ليعود الحارس وبخطأ ساذج ليتسبب في هدف التعادل لأسوان بعد أن أفلتت كرة سهلة من يديه ليحولها المدافع إبراهيم القاضي في المرمي. وكما انتهي الشوط الأول بدأ النصف الثاني من اللقاء وكلا المديرين الفنين يلاعبان بعضهما تكتيكيا, وفي هذا الشوط تفوق النحاس تماما بسبب ارتفاع لياقة لاعبيه البدنية, ويبث إيريك البديل الرعب في قلوب مدافعي الإسماعيلي بتحركاته الرشيقة حيث كان كالشبح الخفي لايراه المدافعون من أين يأتي, ويصنع البوركيني لزميليه المصري ورزق فرصتين أمام المرمي, ويحاول كل من المدربين البحث في دكة البدلاء فيدفع القماش بإبراهيم حسن وكينث ومحمود حمد بدلا من عفروتو و أحمد سمير وعمر الوحش, ويرد عليه النحاس بالدفع بأسامة مرعي وحمادة يحيي بدلا من إيهاب المصري وشكري نجيب وعبثا حاول كل فريق خطف النقاط الثلاث دون جدوي لينتهي اللقاء بالتعادل بعد5 دقائق احتسبها الحكم بدلا من الوقت الضائع. وثيقة المباراة عاد الدراويش إلي الإسماعيلية بنقطة غالية من أسوان بعد تعادل الفريقين بهدف لكل منهما في اللقاء الذي جمعهما إستاد أسوان أمس في ختام مباريات الدور الأول, سجل للإسماعيلي مدافعه الأيمن شوقي السعيد في الدقيقة34 من الشوط الأول وتعادل لأسوان مدافعه إبراهيم القاضي في الدقيقة الأولي من الوقت المحتسب بدلا من الضائع في نفس الشوط والذي قدره حكم اللقاء الدولي محمود عاشور بثلاث دقائق. النحاس: نقطة من فريق كبير وصف عماد النحاس المدير الفني لأسوان حصول فريقه علي نقطة من الإسماعيلي شيئا جيدا باعتباره فريقا كبيرا, وقال النحاس إن الدراويش جاؤا إلي أسوان بعد أن حققوا فوزا مهما علي الزمالك حامل اللقب ومع هذا كنا الأقرب للحصول علي النقاط الثلاث.. وأشار المدير الفني إلي أن فريقه قد أدرك التعادل في وقت مهم وقبل نهاية الشوط الأول بعد تأخره بهدف, مما منحه دفعة قوية في الشوط الثاني الذي أهدرنا في بدايته فرصتين مؤكدتين, وأكد أنه احترم منافسه ومدربه الذي تولي تدريبه من قبل, مشيرا إلي أنه قد نجح في أن يجبر كل فريق يلاقيه علي احترام أسوان والدليل أن الإسماعيلي واجهه أمس بثلاثة لاعبي ارتكاز. حدث في أسوان حكاية بلوفر القماش.. وساعة الحكم .. والتشجيع من فوق السطح علي الرغم من تعليمات اتحاد الكرة الصارمة بعدم تجاوز الحضور الجماهيري للعدد المسموح به25 فردا لكل ناد, إلا أن الحضور في المقصورة الرئيسية تجاوز هذا العدد بكثير وفي نفس الوقت حرمت جماهير أخري من الحضور. محمود عاشور حكم المباراة وبطل واقعة توقف الساعة في مباراة الأهلي وأسوان ببرج العرب داعبه الحضور قبل بدء المباراة قائلين: اضبط ساعتك المرة دي ياعاشور. خالد القماش المدير الفني للإسماعيلي ارتدي بلوفر أحمر وهو نفس لون الطاقم الذي أدار به الحكام المباراة مما أثار ارتباكا بين اللاعبين خاصة عندما كان المساعد الأول يقترب من المنطقة الفنية التي تواجد فيها القماش طوال ال90 دقيقة. قبل المباراة أمطر لاعبو الدراويش زميلهم المعار إلي أسوان شكري نجيب بالقبلات, كما حرص الثنائي إسلام جمال وأحمد سمير علي معانقة عماد النحاس الذي رد التحية بالتوجه للترحيب بجهاز الإسماعيلي, خاصة خالد القماش الذي تولي تدريبه وقتما كان لاعبا بصفوف الدراويش في موسم.2001 أسوان سيفتقد جهود ثلاثة من أفضل لاعبيه في لقاء الاتحاد القادم يوم الخميس القادم في الأسبوع ال18 وهم إبراهيم الشايب للإيقاف وحمادة السيد وفؤاد سلامة للإصابة. جماهير أسوان التي تصر في كل مباراة لفريقها علي ملعبه في الصعود إلي سطح نزل الشباب الدولي الملحق بالإستاد ظلت تؤازر وتشجع فريقها بكل قوةوانضم لها عدد كبير من رواد السياحة الداخلية بقطار الشباب الذين هتفوا لأسوان عقب اللقاء. .. قبلات شكري والنحاس والغريب من الثنائي الزملكاوي أحمد سمير وإسلام جمال لافتة كبيرة حملها عدد من محبي الإسماعيلي المنتمين لقرية الإسماعيلية بمدينة كوم أمبو. اللافتة حملت شعار أولتراس دراجونز الأصفر كما حملت عبارات الترحيب بمسئولي الدراويش واللاعبين.