لي مع هذا البلد حكايات وقصص ولكل قصة تفاصيل وللتفاصيل شرح والشرح مهما طال فهو قصير.عشت طفولتي في سيناء تلك المنطقة التي شهدت انتصار اكتوبر العظيم وارتوت ارضها بدماء, خير اجناد الأرض وكنت اخرج مع الجموع كل عام في احتفالات النصر والتحرير لنضع الزهور علي قبر الجندي المجهول وكنت أغني والقي الشعر في احتفالات سيناء الوطنية فوجدت نفسي تلقائيا احيا واعيش علي حب مصر والانتماء لهذي الارض الطيبة رغم انني لم ار النيل في حياتي إلا وأنا في الثامنة عشرة من عمري بعدما عدت من سيناء وقصدت قاهرة المعز لأول مرة لكني كنت اري فيه رمز الشيوخ والأمل والحياة دائما. بداخل كل منا احلام وطموحات كثير منها بلا أمل وبعضها يتطلب صبرا جميلا وبين هذين النوعين احلام تتحقق بالمصادفة واخري تنتهي ايضا بالمصادفة أو بالصدمة اذا جاز التعبير, لكني علي ايمان كامل ويقين راسخ بأن الاخلاص دائما وابدا بداية النجاح وان من راهن علي الطريق المستقيم قد فاز وان لكل طاغية مدي ولكل ظلم منتهاه, وعندما يتغير الزمان ويتبدل المكان وتثور النفوس وتسقط الاقنعة وتتعري المناصب وتتكشف الحقائق وتتساقط امطار الثورة علي كل الاجساد العارية في هواء الوطن فان الذهب يبقي علي اصالته ذهبا محتفظا بقيمته والحديد يصدأ. ولدت مصر من جديد يوم11 فبراير2011 لكن عملية الولادة الصعبة لهذا البلد تركت وراءها قلوبا باكية حزينة لم تنعم معنا بفرحة الانتصار لان فيهم من فقد زوجه أو ابنه أو اخيه أو ابيه او عزيز لديه لكنهم ضحوا بانفسهم حتي يرسموا مستقبلا افضل لكل احبتهم ويعبروا بمصر الجسر ما بين اليأس والرجاء, ومن هنا وحتي لاتضيع دماء هؤلاء الشهداء سدي فلزاما علينا ان نحرك خيوط المستقبل القادم لبلدنا ونبدأ الحياة بأمل جديد يقوم أولا علي استعادة ما فقدناه وفرطنا فيه من ثوابت حضارتنا واولها لغتنا العربية وتاريخنا الذي يجهله معظم الشعب والفلسفة التي تدفع قارءها إلي اعمال العقل والتفكير واتصور انه لزاما علي الدولة الجديدة ان تهتم بهذا المثلث الحيوي اللغة, التاريخ, الفلسفة, لان نهضة اي امة تقوم علي ترسيخ حضارتها ويجب ان يعود الازهر شامخا كما كان. الأمر الثاني هو اقتصادنا لن اقول نحتاج لطلعت حرب ان يحيا من جديد ذلك المسكين الذي ظلمناه حيا وتجاهلناه ميتا ولو انه كان لاعب كرة أو مطربا نصف معروف او لص بنوك لأتيح لنا ان نعرف قصة حياته بالكامل!! لكني علي ثقة بان مصر ولادة وان بها مليون طلعت حرب يبحثون فقط عن الفرصة لمن قبل هذا وذاك لابد من اخلاص النية لهذا الوطن وعلي كل منا ان يقسم يمين الولاء لاننا كلنا مسئولون عنه وقد آن الأوان ان نطوي كل صفحات الماضي ونضع نقطة نختم بها اخر ورقاتها ونبدأ الآن صفحة جديدة نكتب فيها من أول السطر.