تطرق بعض مقدمي البرامج التلفزيونية في الآونة الأخيرة إلي الحديث عن مناهج الأزهر, وأنه ليس من المعقول أن يستمر تدريس بعض الموضوعات كالاستنجاء والوضوء إلي الآن في هذه المناهج, وذهب إلي أن الوضوء ذكر في القرآن في آية جامعة تبينه, فما الفائدة من دراسته إلي الآن؟ علما بأنه قد تناول هذا الأمر بشيء من السخرية قد تظهر للبعض أنه علي حق وأن هذه المناهج بالفعل جامدة لم تتطور إلي الآن. ومن أول وهلة بدت لي بعض التساؤلات التي تظهر أن فكرة التجديد والتطوير وإن كان مقصدها والهدف منها نبيلا, لكنها أصبحت مدخلا رئيسا للهجوم علي مؤسسة الأزهر من قبل بعض ذوي الأهواء. ومن هذه التساؤلات التي تؤكد هذا الاستنتاج: - هل بالفعل أن استمرار تدريس أحكام الاستنجاء, والوضوء إلي الآن في مناهج الأزهر يدل علي جمود هذه المناهج وتوقفها عند مرحلة معينة وعدم تطورها؟! - هل تطوير المناهج الشرعية وتجديد الخطاب الديني يا سادة يتطلب منا حذف هذه الموضوعات التي تتوقف صحة الصلاة علي معرفتها وتطبيقها تطبيقا سليما؟! - هل مجرد العلم بكيفية الاستنجاء والوضوء كاف للإلمام بجميع أحكام هذين الموضوعين دون حاجة إلي تعلم ما يتعلق بهما من الفروض, والشروط, والسنن, والنواقض, والأعذار وما يترتب عليها, ومدي اتفاق الفقهاء واختلافهم في هذه الأحكام; ليعرف الطلاب الحكم الصحيح الذي يتفق والأدلة الصحيحة حتي يستطيعوا أن يعلموه الناس بعد ذلك؟! - هل العلم بكيفية الصلاة والزكاة والصيام والحج قد يجعل البعض يسخر من تدريس أحكامها كما هو الحال في تدريس الاستنجاء والوضوء؟! - هل يترك الأزهر دوره في تعليم طلابه كل ما يتعلق بالعلوم الشرعية, ويتركهم لمشايخ الزوايا يتعلمون منهم ما يريد هؤلاء المشايخ؟! - هل بالفعل وقفت مناهج الأزهر عند مرحلة معينة لم تتطور وتتجدد بتطور الفكر البشري والتطور التكنولوجي الحديث؟! - الأزهر يا سادة لم يقف بمناهجه عند تدريس أحكام الاستنجاء والوضوء مع أهمية تعلم هذه الأحكام في كل عصر, والتي لا يمكن لعاقل أن ينكرها, لكن هذه المناهج في تطور دائم, ولكنها تتطور بفكر أبنائه وليس من خلال البرامج التلفزيونية, تتطور بالتخطيط السليم المبني علي أسس وقواعد علمية, تتطور بالمناقشات العلمية في مجالس العلم التي يكون الهدف منها التجديد والتطوير الحقيقي, لا السخرية والهجوم المنظم. ..وللحديث بقية