السؤال: أنا مريضة بوسواس قهري أتعالج منه والحمد لله وهناك أفكار تؤرقني جدا في موضوع الطهارة وأريد منكم إرشادي هل هذه وساوس أم أمور أنا على حق في التفكير فيها؟ فمثلا: أشعر بخروج ريح دون صوت غالبا من القبل، وذلك بعد الاستنجاء والوضوء مع أنني أتنشف بعد الاستنجاء، ولكن معذرة فوق الشفرين، فأقول لنفسي إذا يجب علي تنشيف موضع الاستنجاء كاملا، لأن من الممكن أن يكون ذلك سببا في خروج الريح، وإن لم يكن هذا هو السبب، فقد فعلت ما بوسعي، وهذا سيضعني في حرج عند وضوئي خارج المنزل، حيث أشعر بالتكلف والضيق، مع العلم بأنني أقتنع بالرأي القائل بأن ريح القبل ناقض للوضوء عملا بما يشير إليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن كل ما خرج من السبيلين ينقض الوضوء. أفيدوني بالله عليكم. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإذا كان شعورك بخروج هذه الريح مجرد وهم أو شك، فلا تلتفتي إليه ولا تعيريه اهتماما، بل لو غلب على ظنك خروج هذه الريح فلا تبالي بهذا الظن، ولا تحكمي بانتقاض طهارتك إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك شيء، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من تجاهلها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601. ولا يلزمك تنشيف الفرج بعد الاستنجاء، بل المشروع لك أن تنضحي ثيابك بشيء من الماء دفعا للوسوسة في خروج شيء، ثم إن في انتقاض الطهارة بريح القبل خلافا بيناه في الفتوى رقم: 164873. ولا حرج عليك في العمل بأيسر المذاهب في المسألة مادمت مصابة بالوسوسة على ما ذكرناه في الفتوى رقم: 181305. والله أعلم.