أشاد القادة الافارقة في ختام أعمال القمة الافريقية السادسة والعشرين بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا امس بجهود مصر في الدفاع عن مصالح القارة تجاه قضايا التغير المناخي حيث أكد رئيس الاتحاد الافريقي الرئيس التشادي إدريس ديبي تقدير الاتحاد لدور الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الملف الهام للقارة. كما اشاد عدد من رؤساء الدول الافريقية من بينهم الجزائروجنوب افريقيا ومالي بكلمة الرئيس السيسي خلال قمة المناخ ودوره في متابعة هذا الملف الافريقي الحيوي. وعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي علي القمة تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الخاصة بتغير المناخ, والذي يأتي بعد انتهاء أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ, والتي جاءت كنقطة تحول مفصلية باعتماد اتفاق باريس لتعزيز الإجراءات والجهود العالمية للتصدي لآثار وتداعيات تغير المناخ. وتناول تقرير اللجنة ثلاثة موضوعات رئيسية تتمثل في تقييم نتائج مؤتمر باريس لتغير المناخ والتطورات الخاصة بكل من المبادرة الأفريقية للتكيف والمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة, وذلك في ضوء القرار الصادر عن القمة الأفريقية الأخيرة في هذا الشأن. وقال الرئيس لقد حرصت مصر علي تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول الأفريقية خلال الإعداد لمؤتمر باريس علي كل المستويات بما في ذلك علي المستوي الرئاسي حيث تناول الاجتماع الأخير للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الخاصة بتغير المناخ, الذي عقد في سبتمبر الماضي بنيويورك عملية الإعداد للمفاوضات, واعتمد الأولويات الأفريقية بشأن مؤتمر باريس, والتي شكلت أساسا صلبا للموقف الأفريقي التفاوضي المشترك. وأضاف: وقد أكدت في كلمتي أمام مؤتمر باريس علي أهمية هذه الأولويات وضرورة الاستجابة لتطلعات أفريقيا والتعامل مع شواغلها في اتفاق باريس, مما ساهم في إيصال صوت الدول الأفريقية التي شاركت ككتلة تفاوضية واحدة في المفاوضات وساعد علي التوصل لاتفاق متوازن يراعي أولويات الدول الأفريقية. علي ضوء ما سبق, فقد نجحنا في أن يأخذ اتفاق باريس بعين الاعتبار الشواغل الأفريقية واستجاب للعديد منها, حيث عكس الجزء الخاص بالحد من الانبعاثات التباين في الإجراءات ما بين الدول المتقدمة والدول النامية ولم يضع الجانبين علي قدم المساواة مثلما كانت تدفع بذلك الدول المتقدمة. إضافة لذلك, فإنه بخلاف المؤتمرات السابقة, يولي اتفاق باريس اهتماما واضحا بموضوع التكيف مع آثار تغير المناخ, وقد تم الأخذ في هذا الإطار, بمقترح المجموعة الأفريقية بوضع هدف عالمي للتكيف قابل للقياس. وأوضح الرئيس أنه فيما يتعلق بوسائل التنفيذ فقد أكد الاتفاق التزام الدول المتقدمة بتوفير التمويل للدول النامية, كما شدد علي التزامها بتوفير مبلغ,100] مليار دولار بحلول عام2020 سواء لصندوق المناخ الأخضر أو من خلال غيره من الأطر الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف, والعمل علي زيادة هذا التمويل اعتبارا من عام.2025 وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي ولأول مرة, نص اتفاق باريس علي قيام الدول المتقدمة بالإبلاغ في تقاريرها عن حجم الدعم المقدم من جانبها للدول النامية وعلي قيام الدول النامية بالإبلاغ عما تلقته من مساعدات لقياس مدي مناسبة الدعم الموجه للدول النامية للتصدي لتداعيات تغير المناخ بما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز شفافية توفير وسائل التنفيذ للدول النامية. وأضاف من ثم, فإن البت في فعالية ما تم التوصل إليه في اتفاق باريس بالنسبة لأفريقيا سيتوقف علي ما إذا كان سيتم تنفيذ ما تضمنه الاتفاق من التزامات وتعهدات بشكل أمين شأنه في ذلك شأن كافة الاتفاقات والقرارات السابقة في إطار مسار مفاوضات تغير المناخ التي كانت دوما تصطدم بعقبة ترجمتها علي أرض الواقع. وأشار الرئيس الي أن توصيات تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الخاصة بتغير المناخ تضمنت النظر في سبل تعزيز هيكل التفاوض الأفريقي المكون من اللجنة ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة ومجموعة المفاوضين الأفارقة بما يواكب التطورات الجديدة ويضمن تنفيذ الاتفاق بما يعود بالنفع علي أفريقيا, إلي جانب بحث سبل تعظيم الاستفادة من اتفاق باريس وتحديد الاحتياجات الأفريقية فيما يتعلق بتنفيذ خطط المساهمات المحددة وطنيا. ولفت الرئيس الي أن ما تضمنه اتفاق باريس يؤكد بعد نظر اللجنة وصحة رؤيتها المستقبلية من خلال قيامها بالتركيز علي التقدم بمبادرات ملموسة في مجالي التكيف والطاقة المتجددة ونجاحها في صياغة وتطوير هذه المبادرات في وقت قياسي, حيث أقرت اللجنة المبادرة الأفريقية للتكيف والمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة في اجتماعها يوم25 سبتمبر2015 في نيويورك, وتم إطلاق المبادرتين في إطار الفعاليات الأفريقية والدولية التي أقيمت علي هامش مؤتمر باريس. وأكد الرئيس علي أهمية استثمار عملنا المشترك من أجل تعزيز جهودنا استنادا إلي موقف أفريقي موحد في مواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية, والعمل علي تعظيم قدراتنا في التعامل معها, والتي يتصدرها تحقيق التوازن بين توفير المياه والطاقة والغذاء وتحقيق التنمية والقضاء علي الفقر. وعلمت الأهرام المسائي أن القادة الأفارقة أقروا بالإجماع المبادرتين اللتين طرحهما الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة في الدول الإفريقية, وتنويع مصادر تمويل تكيف الدول الإفريقية مع متطلبات مواجهة التغيرات المناخية والحد من انبعاثات الغازات وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. نشاط مكثف للرئيس علي هامش القمة الإفريقية بإثيوبيا التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي, أمس بمقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا, أكينومي أديسينا رئيس البنك الإفريقي للتنمية, وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, إن الرئيس أكد خلال اللقاء تقدير مصر للتعاون القائم مع البنك الإفريقي للتنمية, مشيدا بالمشروعات التنموية التي يقوم البنك بتمويلها في القارة الإفريقية, كما عبر عن تطلع مصر لتوسيع مجالات التعاون مع البنك الإفريقي واستكشاف مزيد من البرامج والمشروعات التي يمكن للبنك الإسهام في تمويلها بمصر, في ضوء عملية التنمية الشاملة الجاري تنفيذها وإطلاق مشروعات جديدة في مجالات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة, إضافة إلي قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والزراعة والبنية التحتية, بهدف الارتقاء بمستوي معيشة المواطنين وتوفير فرص عمل جديدة. كما اقترح الرئيس قيام البنك بتمويل مشروعات مشتركة تخدم عدة دول, خاصة في مجالي النقل والزراعة. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن رئيس البنك الافريقي للتنمية عبر عن اعتزاز البنك بعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر ومؤسساتها المالية, مشيدا بما تتخذه الحكومة المصرية من إصلاحات اقتصادية أسهمت في تعافي الاقتصاد المصري وارتفاع معدلات النمو, بالإضافة إلي زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما أعرب عن ترحيب البنك الافريقي للتنمية بانتخاب مجلس النواب المصري, مشيدا بالجهود التي تم بذلها لاستعادة الاستقرار وإسهامها في تعزيز النمو الاقتصادي. واستعرض أديسينا خطة البنك للمشروعات والبرامج التي سيقوم بتنفيذها خلال السنوات العشر القادمة, مؤكدا تطلع البنك لتوسيع أنشطته في مصر والعمل مع حكومتها علي تنفيذ مزيد من المشروعات التنموية التي تهدف إلي توفير فرص عمل جديدة. وقد أعرب رئيس بنك التنمية الافريقي عن اعتزام البنك القيام بدور رئيسي في تنفيذ المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة التي قدمها الرئيس السيسي في أثناء مؤتمر باريس لتغير المناخ, وتوفير التمويل اللازم لها, مشيدا بالدور الفاعل الذي قامت به مصر لقيادة المجموعة الإفريقية خلال مفاوضات تغير المناخ في مؤتمر باريس, مثنيا علي رئاسة الرئيس السيسي للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ, وما حققته من مكاسب للقارة الإفريقية. كما التقي الرئيس كلا من نيال دينج نيال رئيس فريق المفاوضين لجنوب السودان, إضافة إلي وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين.