نشأ محمد وسط أسرة ريفية, حصل علي الشهادة العليا من جامعة الأزهر وانتظر دوره في التعيين مدرسا باحد المعاهد الأزهرية حتي التحق رسميا بوظيفته وتزوج وأنجب أطفالا. وفجأة تبدلت أحواله تعرف علي أحد الأشخاص من أرباب السوابق ذي الصلة بعملية جلب الحبوب المخدرة من الموانئ البحرية والمنافذ البرية وصار صديقا له وأقنعه بأن يشاركه في تجارة البرشام ورحب بسرعة ودون علم للعواقب الوخيمة حال السير في هذا الطريق المظلم أصبح في غضون فترة زمنية ليست بالقصيرة الساعد اليمني لرفيقه في ترويج الحبوب المخدرة علي نطاق واسع, لم يتخل عن وظيفته الأساسية مدرسا بالمعهد الأزهري الذي يعتبره ستارا لنشاطه الآثم لكي يصرف النظر عنه ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من الرقابة والبحث والتحري الإمساك به متلبسا وبحوزته كمية كبيرة من أقراص الترامادول والتامول. كان اللواء علي العزازي, مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ودراسة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها أشخاص غرباء للحصول علي الحبوب المخدرة وإعادة بيعها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد محمود علي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء محمود عبد اللطيف وهاني الغندور ومصطفي جبر ومحمد سعد ودلت التحريات أن المدعو محمد 36 سنة مدرس بأحد المدارس الأزهرية مقيم في منطقة البعالوة انحرف في السنوات الأخيرة ولجأ للعمل في تجارة البرشام وأضافت التحريات أن المتهم اتفق مع صديق له وشهرته أبو الحمد لديه علاقات طيبة مع المصادر السرية للتوسع في نشاطهم ومرت الشهور وازدهرت أحوالهما المادية وعندما سقط رفيقه في قبضة الأجهزة الأمنية استمر في عمله يجلب الحبوب المخدرة ويعيد بيعها, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم من رجال الشرطة السريين وأجروا اتصالاتهم بالمدرس الأزهري وخدعوه بأنهم من تجار الكيف ويرغبون في شراء صفقة كبيرة من البرشام وتم اقتياده وسط إجراءات أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في الحبوب المخدرة للتربح من ورائها وهو في حالة انهيار شديد علي ضياع مستقبله واتهم صديقه الموجود حاليا خلف القضبان الحديدية أنه السبب في إغرائه للاتجار في البرشام وبعرضه علي محمد عمران وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف كمال الشناوي مدير نيابة التل الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.