خمسة وعشرون عاما مضت اشتعل الرأس فيها شيبا و قضي الشباب نحبه و لكن أحلام الماضي و خيالاته مازالت تصاحبنا واقعا ملموسا نتظلل به ونستند إليه إلي ما لا نهاية. حلم الصحافة الذي كان مستحيلا وكان دخول مؤسسة صحفية كبري ضربا من ضروب الخيال فكيف يكون الأمر بأعتاب الأهرام التي سمحت لنا الأقدار أن نخطوها ثابتي الخطي تدق أقدامنا أرض بلاط صاحبة الجلالة بقوة الحلم الذي تحقق في لحظات خاطفة من الزمن خلت منها الوساطات والمحسوبيات ليخرج إلي النور جيل جديد يحمل أفكارا وطموحات مبهرة يعمل تحت شارة الأهرام الذي أسس لهم كيانا خاصا بهم ولد علي أيديهم و كبروا و كبر معهم شامخا عظيما بين الصحف. لم يكن هذا الكيان غير الجريدة الأعز علي نفوسنا الأهرام المسائي و التي جرت دماؤنا مع جريان أوراقها في المطبعة يوما بعد يوم. في ذاكرة كل منا نحن أبناء هذه التجربة الأغر لحظات تساوي عمرا نعتز بها نقاطا محورية في تاريخ رحلتنا الشاقة بحثا عن المتاعب و السبق الصحفي. لا أنسي أيضا تلك الفرصة التي أتاحها لي الأستاذ مرسي عطاالله رئيس التحرير وقتها أن أكتب بابا في صفحة الحوادث تحت اسم جريمة الأسبوع وانا شاب بعد صغير و لم يمض وقت كبير حتي منحني فرصة أخري لكتابة صفحة كاملة للقصص الإنسانية ومشاكل القراء حملت اسم وسط الزحام التي استمرت طوال الماضية السنين تتواصل مع القراء حتي هذه اللحظة تحت اسم مع الناس. وتحولت مهنة البحث عن المتاعب معي إلي حروف كأنها بلسم شاف أغزلها صورا أدبية أرسم بها بسمة علي محيا طفل صغير أنهكه المرض وفي حاجة ليد رحيمة تجري له جراحة عاجلة. الكثير والكثير في جعبة الذكريات وها هو العمر يمضي بنا مستقبلين أعتاب النهاية بأمل أن يتقبل الله بعضا مما كتبنا من كلم في سبيله وكل عام وحضراتكم بخير. خ. ح. ا [email protected]