إحساس قاتل باليأس يتملكني ويدفعني للخلاص من حياتي حتي أستريح من عذاباتي وأريح من حولي من تحمل مشقة الصراع والمغالبة لإقناعي بالزواج من رجل لا أحبه وترك الانسان الوحيد الذي استطاع أن يطرق قلبي الفتي منذ نعومة أظافري حتي أنني عندما عرفته كنت مازلت صبية صغيرة وكبرت وهو في قلبي وكبر معي حبه.. تفتحت عيناي علي دنياي الجديدة وخيالات الشباب وأحلام الرومانسية تجسدت في حبيبي هذا.. لم أعرف رجلا غيره أو بمعني أصبح لم أعرف معني للرجولة الا فيه وليس لمخلوق غيره وهبت قلبي فكيف لي الآن وبعد أن مضي علي حبنا قرابة الست سنوات أخنق مشاعري بيدي وأقتل حبي دون ذنب سوي أن أسرتينا تريان أننا لسنا مناسبين لبعضنا البعض فأمه تكرهني ربما لأني أقف عقبة في طريق رغبتها في تزويج ابنها من فتاة قريبة لها اختارتها له وتري أنها الانسانة الوحيدة التي تصلح شريكة لابنها ويمكنها أن تسعده أما أنا فأبعد كل البعد من ذلك. وأسرتي تري في حبيبي أنه شاب مستهتر غير جاهز للزواج فهو لا يعمل وعاجز عن أن يفتح بيتا ويتحمل مسئولية زوجة وأولاد.. وأنا بين رفض الأسرتين لحبنا أعيش سيناريو طويلا من الصراع مع نفسي التي تحب إلي حد الجنون ومع حبيبي كي أدفعه لاتخاذ أي خطوة إيجابية مع أهلي قبل أن أضيع منه إلي الأبد. ولأن حبيبي هذا كان يحبني بنفس درجة الجنون التي كنت عليها قرر أن يسافر لاحدي دول الخليج ويعمل هناك كي يتمكن من تدبير شقة ويفرشها لكي نتزوج فيها.. هكذا قال لي وهكذا أكد علي وأنا أودعه قبل أن يركب الطائرة.. وغادر البلد وغادرني ولم يعد بيننا الا المكالمات الهاتفية.. ثلاث سنوات مضت علي سفره كأنها الدهر كبرت فيها إلي حد العجز وهرم قلبي إلي حد اليأس الذي يحيطني بسياج من حديد يضيق علي شيئا فشيئا حتي يوشك أن يخنقني. منذ أن سافر وأنا أتحايل علي أمري وابتدع الحجج والأسباب حتي لا أتزوج من أي عريس يتقدم لخطبتي ومرة يقتنع والدي وأخري يرضخ لإرادتي فرغم قسوته حتي علي نفسه في كل أمور حياته الا أنه يضعني في منزلة خاصة ويسبغ علي من عطفه وحنانه منذ طفولتي ما قد يصل إلي حد التدليل المرضي.. ولكن في النهاية لم يعد لدي من الحيل والأسباب ما أستطيع معه رفض أي عريس آخر وإلا فقد يشك في أهلي ويظنون بي الظنون وقد يهييء لهم الشيطان خيالات مرعبة وأنا يعلم الله أني أحافظ علي نفسي وكرامتي حتي لو كلفني ذلك حياتي نفسها ولكنه قلبي الذي أحب قبل أن يدرك حتي معني الحب وكما قلت لك أني تعلمت الحب مع حبيبي الغائب هذا فبات من المستحيل أن أشعر برجل غيره أو أتخيل نفسي ملكا لغيره. وما بين عذاب الفراق وصراع دائم لا ينتهي للخلاص من محاولات تزويجي التي لا تنتهي أجدني وقد خارت قواي وعجزت عن المواجهة.. هل أستسلم.. أم أواجه والدي بعذابات قلبي ورغبتي في انتظار حبيبي.. أم ماذا؟! ك.م. القاهرة بالتأكيد الحب هو أعظم الأحاسيس والمشاعر الانسانية فهو يرقي لأن يكون مرتبة من المراتب المتقدمة للإيمان بالله عز وجل وهي حب الله والحب في الله.. وبالتأكيد العواطف الجياشة في قلوب المحبين هي وقود السعادة الانسانية ولكن الحب المجرد وحده لا يكفي فكيف يرقي الانسان مثلا إلي أعلي مراتب الايمان بحب الله وهو لا يعمل لترسيخ هذا الحب بطاعة من يحب واتيان فروضه وتجنب محرماته؟ وكيف يشعر الانسان بالسعادة ويستسيغها وهو لا يعمل عقله في تدبير الآليات التي يستطيع بها إسعاد حبيبته.. هل يمكن أن يسعدها وهو غير قادر مثلا علي تحمل مسئوليتها وتلبية طلباتها الحياتية العادية.. هل يمكن أن يشعرها بحبه وقد أفقدها احترامها له وتقديرها لرجولته؟ أما أنت يا فتاتي فمازلت بعد صغيرة لكل أحاسيس اليأس التي تشعرين وتتعذبين بها ودائما ما تأتي الأحاسيس والمشاعر الأولي في حياة الانسان مع مقتبل العمر باهتة لا ثقل لها مفعمة بشقاوات المراهقة والاقبال غير المحسوب علي الدنيا ولعلك تجدين في يوم من الأيام الانسان الذي يقدرك حق قدرك ويقدم لك إلي جوار الحب الحقيقي ما يوفر لك الكرامة وكل أسباب السعادة ولو كان حبيبك الذي تركك وسافر يحبك بشكل جاد فعليه أن يبادر بالاتصال بوالدك ويقنعه بجدية موقفه ويثبت له أنه سيأتي لطلب يدك والزواج بدلا من المراوغة وتذكري قول الله تعالي في محكم آياته يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور صدق الله العظيم غافر:19.
E.M:[email protected] للمراسلة: القاهرة شارع الجلاء رقم بريدي11511 الأهرام المسائي فاكس:25791761 تليفون:0227703100 01223920261 رابط دائم :