تواصل نيابة منفلوط تحقيقاتها المكثفة بإشراف المستشار حازم رسمي رئيس نيابة شمال أسيوط والمستشار محمد ضياء مدير النيابة وبرئاسة أحمد العوامري وكيل النائب العام تحقيقاتها الموسعة في أبشع جريمة شهدتها أسيوط في تاريخها بعد أن فقد زوج عقله واتزانه وتخلص من زوجته الحامل في الشهر الثامن وأطفاله الأربعة في لحظة طيش قد يدفع ثمنها حياته. قامت النيابة بمعاينة موقع الجريمة داخل شقه الضحايا بمساكن شركة أسيوط لتكرير البترول حيث ناظرت النيابة جثث الضحايا الخمس بعد أن حول الجاني بعضها إلي أشلاء في جريمة بشعة مستخدما في ذلك ساطور جزارة حيث لم يكتفي المتهم بإطلاق الأعيرة النارية علي الضحايا من الطبنجة التي كانت بحوزته بل راح يمزق في أجسادهم ويهشم رءوسهم في مشهد دموي أليم. كان لافتا للانتباه خلال معاينة النيابة أن المتهم قام بتغطية أبنائه الضحايا ببطانية عقب ارتكاب فعلته النكراء وكأنه خشي عليهم من برودة الطقس ولكن حقيقة الأمر أنه ربما استعاد وعيه للحظات ولم يتحمل المشهد القاسي. حرزت النيابة الساطور المستخدم في الواقعة بعد أن تم العثور عليه ملقي داخل دورات المياه وكذلك7 فوارغ طلقات نارية وتم نقل جثث الضحايا إلي مستشفي أسيوط الجامعي. واستمعت النيابة لأقوال شقيق الزوجة المجني عليها والذي يدعي ع. ع. ز والذي قال إنه خلال الفترة الأخيرة ازدادت حدة الخلافات بين شقيقته وزوجها حتي وصل الأمر إلي حد تهديد المتهم له عبر التليفون قائلا له أنه سيرسل له شقيقته في تشت وهو ما يشير إلي النية المسبقة للمتهم في ارتكاب فعلته الشنعاء ولكن نظرا لأن تهديده كان أشبه بالخيال لم نضع في الحسبان أن يصل الأمر إلي هذه المرحلة بالفعل خاصة وأن كل منزل يعج بالمشكلات والخلافات الزوجية التي دائما ما تنتهي ولكن أن يفقد عقله ويتصرف بهذه البشاعة هذا ما لم نكن نتخيله وعقب الاستماع لأقوال بعض الجيران صرحت النيابة بدفن جثث الضحايا وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب لفك طلاسم الجريمة الغامضة. تعود أحداث الواقعة بتلقي اللواء عبد الباسط دنقل مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمور مركز شرطة منفلوط يفيد تلقيه بلاغا من شركة أسيوط لتكرير البترول بوقوع جريمة قتل بشعة داخل المدينة السكنية للعاملين بالشركة. انتقل فريق من ضباط المباحث بإشراف اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية والعميد منتصر عويصة رئيس المباحث الجنائية وبرئاسة المقدم خالد شريت رئيس مباحث منفلوط حيث تم العثور علي جثه كل من ه. ع. ز35 سنة زوجة المتهم بجسدها عدة طلقات ومهشمه الرأس تماما بساطور و خروج أجزاء من مخها من الجمجمة مما يشير إلي أن المتهم ارتكب جريمته بدافع الانتقام والغل. كما تم العثور علي جثث أطفاله وهم جهاد بالصف الأول الابتدائي ويثرب بالصف الثاني الابتدائي, وتقي4 سنوات وشهاب بالصف السادس وجميعهم في مدرسة سعيد أباظة للتعليم الأساسي بمساكن البترول ولقوا مصرعهم إثر إصابتهم بطلقات نارية وتهشيم رءوسهم بالساطور. دلت التحريات الأولية التي قادها ضباط المباحث أن المتهم تزوج قبل المجني عليها أربع مرات وأنجب من أثنتين منهن الضحايا الأربع وأنفصل عن زوجاته الأربع ولكنه احتفظ بالأطفال بحوزته وتزوج من الخامسة منذ عام تقريبا وكانت علي وشك أن تأتي له بالمولود الخامس حيث كانت في شهرها الثامن وفي يوم الحادث اتصلت والدة المتهم من محل إقامتها بالمنصورة فوجدت تليفون نجلها مغلقا فاتصلت بزوجته فوجدت تليفونها هي الأخري مغلقا فاتصلت علي هواتف الأطفال فوجدت هواتفهم مغلقة أيضا فما كان منها إلا أن اتصلت بشقيقتها خالة المتهم وطالبتها بالذهاب إلي محل إقامة نجلها للاطمئنان عليه وبالفعل ذهبت خالة المتهم إلي مسكنه وظلت تطرق الباب لفترة كبيرة حتي تجمع الجيران حولها وعندما أخبرتهم بأن هواتفهم مغلقة وفي ذات التوقيت لاحظ الجيران تغيب الموظف عن العمل وكذلك تغيب الأطفال عن الذهاب إلي المدرسة وهنا بدأ الشك يدب في قلوب الجميع ولم يجدوا حلا أمامهم سوي اقتحام الشقة وكسر الباب الخارجي ليكتشفوا الفاجعة حيث الدماء التي لطخت الجدران وأشلاء الضحايا التي تناثرت في مشهد بشع أصاب الجميع بنوبات الذهول. وقال أحد الجيران إن المتهم كان دائم الشجار خلال الفترة الأخيرة مع زوجته وهددها بالطلاق ولكنه لم يستطع ذلك حيث قام أهل زوجته الأخيرة بتقييده بمؤخر صداق150 ألف جنيه لمعرفتهم السابقة عنه بزواجه من أربع وطلاقهن بعد فترة فأرادوا تقييده وهو ما تم بالفعل وربما كان ذلك دافعا لارتكاب جريمته البشعة للخلاص من زوجته وعن أطفاله قال إنه كان يحبهم بشدة ومتعلقا بهم لدرجة كبيرة وربما هذا أيضا هو الدافع لقتلهم فربما خشي عليهم من الضياع من بعده فقرر إنهاء معاناتهم وخير دليل علي ذلك أنه قام بتغطيتهم عقب قتلهم لعدم قدرته علي تحمل المشهد البشع.