كافيه إسبانيول..

لغة عناق بين الشعوب والأرض والسلام

استضافت دار الأوبرا المصرية علي مدار أربع ليال متصلة أولي الفرق الأجنبية في مستهل عام2016 فرقة كافيه با3 الإسبانية التي تقدم عرض كافيه اسبانيول.
يقول كاتب السيناريو ومخرج العرض ماهر ذكري إن الفرقة التي تضم20 فنانا بين مغنين وعازفين وراقصي فلامنكو تجسد خلال100 دقيقة فكرة مستوحاة من واقع كافيه خيخون الذي تأسس عام1888 حول قصص وحكايات لأقدم وأشهر مقهي بالعاصمة الإسبانية مدريد.
أشهر مقهي بالعاصمة الإسبانية مدريد كافيه خيخون كان ملتقي مشاهير الفكر والفن والموسيقي وشاهدت جدرانه كثيرا من القصص لأسماء أعظم الفنانين والمفكرين.
من هذا النور المتشح برداء الرومانسية كانت فكرة العرض الذي عمل عليه الفنان المصري ماهر ذكري المقيم بإسبانيا, وكانت أرض مصر هي أول دولة يقع عليها الاختيار للانطلاق بمظاهرة حب وسلام بإيقاعات واستعراضات مفعمة بالرومانسية وأغان تنوعت بإيقاعاتها وموسيقاها تؤكدها رقصات الفلامنكو والصالصا والسامبا والتانجو التي رسمت روح كافيه إسبانيول بلمسات رقيقة مبهجة وخطوط موسيقية راقصة تمتد من الموسيقي الإسبانية وأمريكا الجنوبية وكوبا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك حتي مصر وطن الحب والسلام.
بدأ العرض بافتتاحية موسيقية رقيقة في إضاءة خافتة تتسلل عليها خيوط النور وتبدو حركة الراقصتين كأطياف حالمة محبة, وتطل من خلفية المسرح شاشة تعرض في إيقاع ناعم صورا لمشاهير الفن والموسيقي والفكر والإبداع وتحتضن هذه اللوحات التي تتغني بترانيم السلام والحب, سينوغرافيا مسرحية تبدو للمشاهد في حالة دفء تؤكدها لمسات إضاءة في تناغم وتنوع وتوظيف يؤكد الروح الأصيلة لكافيه إسبانيول لما يحمل من ذكريات وتاريخ رسمه رواده من أعلام الفكر والإبداع, وتأتي الأزياء بألوان وتصاميم تبتعد عن التكلف والمبالغة لتكون إطارا يؤكد جماليات الحركة ويبرزها دون مبالغة لتكتمل لغة الشكل والألوان في لوحات العرض.
ويلجأ المخرج إلي كسر الحاجز الوهمي بين الحالة التي رسمها علي المسرح والجمهور بنزول المغنين من علي خشبة المسرح وتفاعلهم مع الجمهور في أرجاء القاعة ليجد المتلقي نفسه أصبح جزءا من العرض, ويشعر باقترابه أكثر من روح العرض فيما يجد المغنين يتغنون بلغة الحب والسلام.. اللغة العربية السلام عليكم السلام عليكم وتتأكد حالة التآخي والذوبان بين المتلقي والعرض عندما يفاجأ المتلقي بصورة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف يطل من الشاشة في عمق المسرح بأغنية الطريق باللغة الإسبانية بلحن غاية في الرومانسية تجسده لغة الحركة والتكوين في خطوات راقصة تشيع الدفء والبهجة.
يمعن المبدع ماهر ذكري في غزل نسيج العلاقة بين روح العرض والمتلقي المصري بأغنية سو يا سو للفنان المصري العالمي محمد منير لتبدأ رقصة صالصا من ابتسامة فخر وامتنان وحب لتكملها رقصة صالصا علي أنغام وكأنها دعوة لتحرير القلوب وانطلاقها في أفق الحب والحرية والسلام.
ويختتم العرض بمعزوفة أخيرة السلام عليكم السلام عليكم يتغني بها الراقصون والمغنون ويرددها معهم الجمهور المصري.
عرض كافيه اسبانيول ليس مجرد عرض موسيقي استعراضي وحسب لكنه لغة عناق بين الشعوب و الأرض والسلام.