لم يكن قلب فاطمة يميل إلي اي شخص حتي عندما وجدت فارس أحلامها حاولت الابتعاد عنه حتي لا تنساق معه في مشاعرها واحتفظت بصدرها بمشاعرها الجياشة محاولة الاندماج في دراستها إلا أنها لم تستطع لتسقط في شباكه وكلامه المعسول. و عندما بلغت الفتاة سن الزواج رأت والدتها فيها عروسا خاصة بعد ان تردد الكثير من الشباب طالبا يدها و منهم شاب ثري ومن عائلة ولكنها رفضت تماما الزواج منه فقد كانت مشاعرها مشغولة بمن سرق قلبها. حاول خال فاطمة إقناعها بالزواج من العريس المتقدم لخطبتها ولكنها رفضت تماما الانصياع لرغبة أهلها وعاشت شهورا طويلة في نزاع مع أخوالها وأعمامها وحاولت إقناع أمها تارة بالتوسل والدموع وتارة بالتهديد بالانتحار لكن والدتها كانت تتمني إسعادها بتزويجها والاطمئنان عليها في منزل الزوجية. ذهبت الفتاة إلي منزل أعمامها تحاول أن تقنعهم بأنها مازالت صغيرة ولكنهم ضموا صوتهم لصوت والدتها وانتظرت طويلا حتي يتقدم لها فتي أحلامها ولكن ظروفه المادية حالت دون حلمه هو الآخر من الزواج منها. دارت الأفكار السوداء في خاطر فاطمة و قررت أن تنهي حياتها بالانتحار وعلي الرغم من كونها قد قاربت سن العشرين إلا أن أفكارها البريئة قادتها إلي الانتحار بتناول الأقراص السامة لتموت ميتة جولييت في سبيل حبها لروميو. وكانت الصاعقة التي سقطت علي رأس والدتها عندما دخلت إلي غرفة نوم ابنتها لتوقظها فوجدت جسدها باردا جدا ولم تشعر الأم المحبة لابنتها بنفسها إلا وهي تصرخ من هول الصدمة وهرعت إلي شقيقها لتستنجد به الذي جاء مسرعا ليجد جميلة العائلة قد فارقت الحياة فقام بحملها إلي سيارته وهرع بها إلي الوحدة الصحية ليؤكد الأطباء انها متوفاة منذ عدة ساعات. كان اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية قد تلقي إخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ الي الرائد احمد الجندي رئيس مباحث محلة دمنة بانتحار فاطمة ع. ح.19 سنة و مقيمة بمركز محلة دمنه و ذلك بتناولها الأقراص السامة المخدرة وذلك عقب إصرار عائلتها علي تزويجها علي الرغم من رفضها الزواج و تم تحرير محضر(1) أداري