مات حمادة إمام74 عاما.. هرب منا كعادته إلي دنيا الهدوء التي تليق بأمثاله من العظماء فقد كان حمادة عظيما في كل شيء ولم أضبطه يوما في رحلة صداقتنا وزمالتنا في الزمالك والمخابرات الحربية التي تزيد علي50 عاما متلبسا بالذم في حق أحد أو الرد علي صغائر الصغار وإنما كان عفيف اللسان نقي القلب صادق الود. مات حمادة إمام أسطورة كرة القدم المصرية فقد كان أول لاعب تتشكل رابطة مشجعين باسمه في ستينيات القرن الماضي برئاسة المرحوم المستشار محمود مهني البارودي وكان أول لاعب ترتج المدرجات عند المناداة عليه بالهتاف الذي يقوده المرحوم جورج سعد كبير مشجعي الزمالك بص.. شوف.. حمادة بيعمل إيه رغم أن حمادة إمام كان إلي جواره نجوم موهوبون مثل نبيل نصير وعلي محسن وأحمد مصطفي ومحمود أبو رجيلة وعبده نصحي ورأفت عطية وسمير قطب وفاروق السيد وحمدي فراج ومحمد رفاعي وسمير محمد علي. حكاياتي معه تحتاج إلي كتب ومجلدات أري فيها عمري كله وأستعيد فيها أيام الزمن الجميل التي طارت مذعورة من نوافذ مكتبي منذ أن سمعت الخبر الأليم رغم أنني أعرف وعن يقين أننا جميعا ذاهبون ولن يبقي إلا الحب والإخلاص والوفاء الذي جمع بيننا طوال هذه السنوات التي مرت علينا كصفحات نعشق قراءتها وأخري كنا نقلبها رغما عنا. الحزن يتملكني علي شكل عذاب اللحظة المفاجئ خشية غياب الصداقة الحقة التي كنت ألمسها في وجودك وتواصلك معي ولو عبر الهاتف لنبدد معا أوجاع الحاضر ونحلق معا في آفاق المستقبل. أتحدث عن حمادة إمام الإنسان وأعزي أسرته الكريمة الإعلامية الكبيرة الدكتورة ماجي الحلواني ونجليهما الكابتن أشرف والكابتن حازم ولا أجد عندي تعبيرا أدق في عزائي لهم من عبارة أثيرة اخترتها لأعز الأصدقاء أعزيكم وأعزي نفسي. وداعا صديق العمر الذي توسلت إليه أن يكون ناقدا ومحللا رياضيا فاستجاب وأبدع علي صفحات مجلتي الزمالك والزمالكاوية في عصرهما الذهبي نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات.. وأحمد له أنه كان كريما ولم يتردد لحظة عندما عرضت عليه منصب وكيل النادي في ديسمبر2005 ضمن المجلس المعين الذي كلفتني الدولة بتشكيله آنذاك. وداعا يا صفحة الحب والإخلاص والصداقة والوفاء في زمن عزت فيه بل وندرت كل هذه المعاني والخصال الحميدة.