توقفت الحياة بشكل كامل في منطقة الكيلو24 المجاورة لمنطقة أبو تلات, بالطريق الساحلي غرب الإسكندرية, فخلالساعات معدودة.. اجتاحت فيها مياه الأمطار والسيول يوم24 أكتوبر الماضي, وما تبعتها من نوات اتسمت بغزارة الأمطار, حولتها إلي منطقة غير صالحة للحياة.. ليبدأ عدد كبير من سكانها في الفرار وإخلائها.. تاركين خلفهم منازلهم المتصدعة وبضائعهم التي جرفتها المياه. صرخات عديدة أطلقها أهالي المنطقة المنكوبة.. لم تجد صدي لها لدي مسئولي المحافظة والحي, تاركين من بقي من الأهالي في انتظار مصير مجهول تزداد صعوبته مع استمرار هطول الأمطار. الأهرام المسائي انتقلت إلي المنطقة التي تبعد عن قلب الإسكندرية ما يقرب من35 كم, لرصد معاناة أهلها, علي أرض الواقع; حيث لن يجد الزائر سوي بحيرة من المياه تتخللها منازل مهددة بالسقوط وأخري هجرها قاطنوها, وأهالي وقد بدت عليهم علامات الاستياء من تجاهل المسئولين لهم ولأزمتهم. الكوزلك-وهو عبارة عن حذاء من البلاستيك الذي يغطي كامل القدم وصولا لأسفل الركبة لمنع تسرب المياه إليها-هو الوسيلة الوحيدة التي يتمكن من خلاله الأهالي بالمنطقة من التنقل بين منازلهم وإلي خارج المنطقة; حيث قمنا بارتدائه للتنقل مع عدد من الأهالي بين منازلهم الغارقة. وبصعوبة بالغة بدأت رحلة في التنقل داخل المنطقة وسط أمواج من المياه.. ليلتف حولنا عدد من شباب المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها ما يقرب من5 آلاف أسرة.. ليرووا المأساة التي يعيشونها منذ بدء المطر يوم24 أكتوبر الماضي.. ويقول الحاج سعيد سلامة الرجل السبعيني: نعيش في مأساة حقيقية, فالشوارع الجانبية الممتدة بداية من البحر حتي الطريق الساحلي بمنطقتي الكيلو26 وصولا لمنطقة أبو تلات, قد غمرتها المياه بشكل كامل, ويصل ارتفاع المياه بها من45 إلي50 سم, وعلي الرغم من ذلك لم يسأل فينا أحد من المسئولين وتركونا ومنازلنا وقد تصدعت من المياه المتراكمة منذ الثلاثة أشهر. من جانبه أكد مصدر مسئول بحي العامرية, أن أزمة منطقة الكيلو26 تتمثل في أنها منطقة عشوائية لا تدخل في الحيز العمراني وذات كثافة سكانية منخفضة, مضيفا: هناك مناطق أخري بالحي ذات كثافة سكانية عالية أولي بتقديم الخدمات.