سأحاول أن أفهم معكم المسألة بهدوء, فهناك' حدوتة' تقول إن أحدهم أراد أن يقتل سيدة في دبي, فذهب إلي هناك وقتلها وعاد, ثم تم اكتشافه علي الفور, فقد كانت الكاميرات له بالمرصاد , وهو نفسه لم يترك دليلا يمكن أن يكشفه, إلا وقدمه, وكان السؤال الفني هو: لماذا لم يتمكن شخص يفترض أنه محترف من أن يقوم بما يتصور أنه تعلمه, ولماذا لم يشاهد فيلم أوشن11 مثلا قبل أن يذهب إلي هناك, لكن قصة أخري ظهرت علي الفور, وتكررت فيها كل وقائع عدم الاحتراف, رغم أن أصحابها قد شاهدوا بالتأكيد أوشن11, و12, و13 لقد كانت واحدة من الأمور غير المفهومة في واقعة اغتيال محمود المبحوح من قبل المخابرات الإسرائيلية في دبي, هي أن يقوموا بإرسال11 شخصا إلي هناك للقيام بتلك العملية, وقد بدا الأمر وكأنه مبالغ فيه, فالسادة المحترفون يعلمون بالقطع أن الكاميرات هناك, وربما لم يكن يهمهم أن يتم تصويرهم, فالمهم أن تتم العملية بدون أن يتسبب شئ في إحباطها, إلا أن المفاجأة هي أن تكشف دبي عن وجود15 آخرين, ليصل العدد النهائي إلي26 شخصا, فلماذا أرسل هذا الجيش الصغير إلي دبي؟ تتطلب الآليات الفنية لعمليات الاغتيال المحكمة بالفعل وجود عدد كبير من الشخصيات, للمراقبة والتشهيلات والقتل والتغطية, وغيرها, لكن لماذا تم إرسال كل هؤلاء, وكم تكلفت تلك العملية, وكم استغرق وقت إعدادها, لكن المهم أنه بعد أن قامت تلك المجموعة باختراق كل القواعد الدولية, التي ألبت عليها كل الدول, بما فيها الولاياتالمتحدة, فيما يتعلق بتزوير جوازات السفر, واستخدام كروت الائتمان, لم يكن حظها أكثر من حظ' أخينا' الذي ذهب بمفرده, وفعلها وعاد, فقد تم كشفهم جميعا, بنفس السرعة. مرة أخري, لماذا تقوم إسرائيل بإرسال جيش من العملاء إلي دبي لقتل شخص واحد, وماهي تلك الرسالة التي تريد أن تبلغها, طالما يفترض أنها تعرف أن عصابتها سوف تكتشف, وهل كانت المسألة تستحق, وفي الواقع لاأعلم بالضبط ماهو ذلك المصدر السري لسعادة مسئولين أو معلقين إسرائيليين بتلك العملية, التي لاتعد أكثر من فضيحة دولية ستتسع دوائرها تباعا, لتتسبب في شك عميق عابر للحدود, في كل الإسرائيليين, الذين سيتم التدقيق في هوياتهم الآن, وسيعاني سفراؤهم من التوبيخ فيما لايقل عن12 دولة, وعلي أي حال, سأسأل الآن من هو محمود المبحوح؟ [email protected]