ارتدي البعض ثياب الواعظين ووصفوا ضحايا حادث الملهي الليلي من رواد وعاملين بأنهم ماتوا علي سوء خاتمة دون مراعاة لمشاعر أهاليهم ونسوا ما يجب أن نتوقف عنده وهو جرأة البلطجية الذين هاجموا مكانا في وسط القاهرة حي العجوزة وفي الساعات الأولي من الصباح, والسؤال من أين أتوا بهذه الجرأة؟ ومن يحميهم؟ ما يتعلق بحسن الخاتمة أمره وحسابه عند ربي الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, أما ما يتعلق بحق هؤلاء في الأمن والسلامة سواء كانوا عاملين أو روادا ذهبوا للترفيه أو الهلس فيسأل عنه رجال الأمن, فالدولة لم تحرم أو تجرم نشاط الملاهي الليلية, فالنشاط قائم تحصل عنه الدولة ضرائب, وطالما سمحت الدولة بنشاط فهي مسئولة عن حمايته. نشرت جريدة الأهرام في عدد يوم السبت حديثا مع المدير المسئول عن الملهي وذلك ضمن تغطية للحادث- قال فيه أن البلطجية إعتادوا فرض نفوذهم علي الملاهي الليلية والجلوس دون دفع الحساب, وسبق لهم حرق ملهي بالمهندسين, وإنهم حضروا الساعة الرابعة فجرا ومنعهم أمن الملهي بأوامر منه من الدخول وعادوا بعد ساعتين وألقوا كميات من المولوتوف وبعد أن تأكدوا من اشتعال النار فروا هاربين. قال مدير الملهي كلاما يستحق المساءلة وهو أنه أبلغ جهات الأمن أكثر من مرة بمحاولة البلطجية المعلومين لدي مسئول الملهي والأمن-فرض نفوذهم ولكن لم تحدث أي استجابة.. فهل يمر هذا الكلام مرور الكرام؟ دون محاسبة المقصرين الذين لو تحركوا لأنقذوا16 بني آدم من الموت حرقا. 16بني آدم فاضت أرواحهم وتفحمت جثثهم وضاعت ملامحهم وأصبح تحليل الحامض النووي هو الوسيلة الوحيدة للتعرف عليهم قبل تسليم جثثهم لذويهم, لا يعني أحد إذا كانوا من رواد المساجد أم من رواد الملاهي فهذا حسابه عند الله الذي حرم قتل النفس أي نفس. الحادث بالقرب من قسم شرطة العجوزة, لم يكن في مكان مهجور, وفي السادسة صباحا بعد أن غادر أغلب الرواد الملهي وبدأ العمال في تنظيف المكان, شباب بعضهم حملة مؤهلات عليا إضطرتهم البطالة للعمل في الملهي الليلي, عاشوا حياة بائسة وماتوا حرقا, إسلام عاش في عشوائيات أرض عزيز عزت وما أدراك بالحياة في أرض عزيز عزت بإمبابة حصل إسلام علي دبلوم التجارة ولم يجد عملا طرق الحرام كثيرة- فضل أن يكون عامل نظافة في ملهي ولا تمتد يده للحرام, العمل في الملهي قلب حياته ليله نهار ونهاره ليل لكنها لقمة العيش مرة, وعليه أن يتحمل اسلام رغم الفقر كان أمل أمه وفرحتها, ومن بين الضحايا محمد رجب كاشير حاصل علي مؤهل عال واضطرته البطالة للعمل في ملهي وكانت أمنيته أن يجد فرصة عمل بديلة احترق محمد بمولوتوف البلطجية وترك أرملة شابة وطفلين يتمين وأما ثكلي. وكالعادة لا يتم الكشف عن مطابقة المواصفات إلا بعد الكارثة, التحقيقات الأولية كشفت عن عدم مطابقة الملهي للمواصفات لوجود باب واحد والمواصفات تتطلب بابا للدخول وباب للخروج, إضافة إلي أن الرخصة مطعم سياحي والنشاط ملهي. حادث الملهي الليلي في وسط القاهرة وفي السادسة صباحا جرس إنذار,16 بني آدم احترقوا واحترقت معهم قلوب ذويهم, الحادث يستحق المساءلة لأن رواد الملهي الليلي والعاملين به مواطنون لهم حق الأمن والسلامة, ولأن البلطجة لا تقل خطورة عن الإرهاب فكلاهما يهدر حق الإنسان في الحياة وإن إختلفت الأهداف وكلاهما يسئ لسمعة مصر ويهدد السياحة والإستثمار.