في الوقت الذي تتجه فيه العديد من المؤسسات بتدعيم وتنشيط السياحة في مصر اكتفي المسئولون في محافظة الغربية بتعليق لافتة ممنوع الاقتراب والبناء..منطقة أثرية في غفلة وتجاهل منهم للمناطق الأثرية بمحافظة الغربية, فبعد أن كانت كنوزا اثرية اصبحت مرتعا للمواشي ومقالب القمامة وأسواقا تحت مرأي ومسمع المسئولين. ففي مدينة بسيون تقع قرية صالحجر التي تعتبر كنزا اثريا شهد حقبة تاريخيه فرعونية لأكثر من7 آلاف سنة ويرجع تاريخها الي الأسرة26 في العصر الفرعوني. حيث كانت عاصمة مصر الرومانية واكبر ممر تجاري في العهد الإسلامي. والان تحولت الي مقلب قمامة ومأوي للحشرات والزواحف ومخبأ للصوص للتنقيب عن الآثار. ولم يكتف المسئولون بتجاهل هذه المنطقة فقط بل اصبح وباء الغفلة والتجاهل ممتدا الي معبد بهبيت الحجارة الذي يقع بقرية بهبيت الحجارة التابعة لمركز سمنود,والذي يعتبر أحد وأهم المواقع الأثرية بالوجه البحري. حيث بني هذا المعبد في عهد الملك نخت حر حبيت, من عهد الأسرة الثلاثين, وأكمل بناءه بطليموس الثاني والثالث في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد,ويضم هذا المعبد كومة من الأحجار الجرانيتية, وزن منحوتات الأسود منها يقدر بنحو3 أطنان في المتر المكعب, و7.2 طن من الجرانيت الوردي,لكن تجاهل المسئولين اضاع عن المعبد قيمته الأثرية, حيث لم يتم إعادة بنائه وإحيائه وانقاذ ما تبقي من نقوشه قبل ان تتأكل علي ما تبقي من احجار. وفي مدينة المحلة الكبري تقع منطقة الوراقة التي تحولت من منطقة أثرية الي منطقة عشوائية من الدرجة الأولي.فبعد ان كانت تتميز بوجود المنشئات الاسلامية الأثرية يجتمع فيها الآن الحرفيون كما كما أصبحت سوقا للسمك والليمون وأناسا يسكنون القبور. يؤكد محمد احمد موظف أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي للمسئولين عن قرية صالحجر بسبب مقالب القمامة التي تتسبب في انتشار العديد من الأمراض خاصة انها داخل الحيز العمراني كما انها تقع امام المركز الطبي ووحدة علاج الفشل الكلوي بالقرية مما يزيد من امراض المرضي وهمومهم. وأضاف سيد أحمد عامل أن غفلة المسئولين لها وتجاهلهم هذه القيمة الأثرية مكن لصوص الآثار من التنقيب عن الآثار بها في المقابر القديمة خاصة بعد تفشي ظاهرة التنقيب عن الآثار في الفترة الأخيرة, فبدلا من أن يقوموا بتحويلها الي مزار سياحي يسهم في الدخل القومي للمحافظة تركوها للصوص الآثار الذين يقومون بالتنقيب عن الآثار تحت مرآهم ومسمعهم. ويصف مصطفي محمد من الأهالي معبد بهبيت الحجارة بأنه عبارة عن أكوام من الحجارة تحاصرها وتغطيها الأتربة مما اضاع قيمتها الأثرية وغير ملامحها خاصة بعد تآكل نقوش بعض هذه الأحجار دون أن يكلف مسئول نفسه بالنظر اليها وتحويلها الي مزار سياحي يتوافد اليه السياح أو أهالي المحافظة لمعرفة قيمة تاريخهم وحضارتهم. ويشير محمد السيد إلي ان منطقة الوراقة الأثرية أصبحت مأوي لتجار المخدرات الذين يأتون اليها لتجارة المخدرات المنتشرة بكل ارجاء المنطقة, وكذلك اصبحت مأوي للصوص, حيث المشاجرات الي تتم ليلا نهارا بشوارع المنطقة, فهي تعتبر الأن من أكبر المناطق العشوائية بمدينة المحلة الكبري. كما انها تعاني من انتشار القمامة نظرا لوجود سوقي السمك والليمون بها ناهيك عن ارتفاع الكثافة السكانية بها مما يزيد من الخطر الذي يهدد سكان المنطقة بسبب صعوبة السير فيها. من جانبه أكد سعيد مصطفي كامل محافظ الغربية أن هناك مشروعا يتم تفعيله في قرية صالحجر سيضع المحافظة علي خريطة السياحة العالمية ويفتح المجال لتوفير فرص التشغيل للخريجين الذين يحملون شهادات في فنون الترميم ويعمل علي تنشيط وتنمية الحرف التقليدية والتراثية والصناعات المحلية خاصة انها تعد احدي عواصم مصر الفرعونية وموقعها الاثري الفريد وسط مناطق أثرية مهمة في محافظات الدلتا.