أكد الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة أن أي دارس للمجتمع المصري واحواله لابد وأن يتوقف امام أعمال صلاح ابوسيف لأن كثيرا من أعماله تعد توثيقا لمراحل من تاريخ مصر مثل شباب امرأة والزوجة الثانية فهي تشريح دقيق للمجتمع المصري اجتماعيا واخلاقيا وثقافيا وعلي كل المستويات, لذلك اعماله ظلت باقية وكلما شاهدنا أعماله مرة بعد الأخري نكتشف انها حية وبيننا فاحتفاؤنا به اليوم هو احتفاء بالقيمة الفنية والصدق والاخلاص والارتباط بهذا البلد وهذا المجتمع. جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمها المجلس الأعلي للثقافة للاحتفال بمئوية المخرج الكبير صلاح أبوسيف, والتي شهدت حضورا كبيرا من المبدعين والإعلاميين بالرغم من اعتذار الكثير من الضيوف عن الحضور وأدار الاحتفالية العازفة والناقدة د.رانيا يحيي. وقالت د.أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلي للثقافة إن أبو سيف هو أبرز رواد الواقعية المصرية نجحت افلامه في فرض أجواء عمل حميمية, فأثري اعماله بالبعد الانساني الذي لا يتحقق في الاستديوهات المغلقة كما كان ملهما لكثير من الأجيال المتعاقبة, وبعد رحيله خلف وراءه تراثا كبيرا نحتفي به الآن خلال الاحتفال بمئويته وبهذه المناسبة أصدر المجلس كتاب نغمات علي شاطئ الواقعية. وأضافت الفنانة سميحة ايوب لا يمكن ان اتحدث عن صلاح أبو سيف من الناحية المهنية لكن سوف اتحدث عنه من الناحية الإنسانية فكان يحب الممثل فلا يهتم بممثل او اثنين لكن صلاح ابو سيف كان امينا ويحب الشخصية ويعطيها حقها, وفي إحدي المرات قال لي بعد تصوير احد المشاهد في فيلم لا تطفئ الشمس هل تشعري براحة وانتي تؤدي المشهد قلت له لا لأن هناك شخصية كانت تحاول ان تشغلني اثناء المشهد وهو فهم ذلك وقال لي انا أري كل شيء في البلاتوه واشعر ما بداخل الفنان لانه يجب ان يعمل الممثل وهو مرتاح وعملت معه ايضا في بين الأطلال كان يحب الشخصيات والممثلين واذا كان عنده ملاحظة كان لا يقولها امام الجميع ولكن بينه وبين الممثل وبكل تواضع, وفي فيلم فجر الاسلام كانت هناك مغامرات لانه كان هناك عذاب في التصوير في الصحراء لكنه كان يحول المواقف لكوميديا حتي يخفف عننا. وأضافت الفنانة أنوشكا سعيدة انني كنت اخر اعمال صلاح أبو سيف وهو السيد كاف كنت دائما أحب ان أظل في البلاتو, وبقدر سعادتي في الحديث عنه لكني حزينة انه ليس موجودا معنا الآن كي ينقد أعمالي, فكان يقول لي يا انوشكا بداخلك ممثلة يجب ان تعتني بها وكان يأتي قبل الجميع لمكان التصوير كما أنه كان المعني الحقيقي للتواضع, وأتذكر عندما جاءني اتصال من عادل الميهي وقال لي ان صلاح أبو سيف يريد لقاءك وكنت اظن انها مجرد مزحة لكنه جاء للقائي وحتي الآن اشعر بالكسوف كلما اتذكر لأنني لم أجد أحد بهذا التواضع. وقال د.أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة إن أفلامه جذابة لنا منذ ان كنا اطفالا ولم نكتشف العمق الذي كان بها إلا بعد أن زاد وعينا فوجدنا انه يقدم سينما تقدمية ومنحازة للفقراء والفلاحين, وعندما سافرت إلي فرنسا وجدت انهم هناك لكي يعرفوا الواقع في مصر كانت من خلال اعمال أبو سيف الذي كان واضحا فيها الواقع المصري بشكل جلي فهو مخرج متعدد المستويات واستطاع بهذه الخلطة ان يقدم سينما حية وتعيش. وأثناء حديثه تأثر الموسيقار جمال سلامة عندما بدأ حديثه عن صلاح أبوسيف وقال رغم انني مريض جئت للحديث عنه لأنه هو من قدمني للعمل لكي أقدم موسيقي لرقصة شمس الباردوي في فيلم حمام الملاطيلي وعندما اعجب بموسيقي الرقصة, قال لي انت من ستقدم الموسيقي التصويرية للفيلم, ولأننا كنا جميعا في تلك الفترة اصدقاء كان العمل يظهر بشكل جيد, لكن الآن الموسيقي التصويرية للفيلم بعيده عنه لأن الحميمية اصبحت غير موجودة بين الفنانين. ومن جانبه قال المخرج أشرف فايق إننا نظلم صلاح ابو سيف عندما نقول إنه رائد الواقعية هو مخرج محير فصعب أن نحصره في هذه المنطقة فقط, فانا عاصرته في اخر اربع افلام كنت احضر التصوير لكي اشاهده واتعلم منه فكان يحتضن كل العاملين امام وخلف الكاميرا فدائما تشعر بأمان اثناء العمل معه, واستطاع ابو سيف ان يعمل مع كل الموسيقيين في الفترة التي عاصرها فكان يعمل مع الموسيقي الاقرب لروح العمل. واقيم علي هامش الاحتفالية معرض لأفيشات أفلام صلاح أبو سيف وعدد من الصور التي التقطت خلال تصوير أعماله ولأبطال أفلامه, كما تم توزيع كتاب نغمات علي شاطئ الواقعية للدكتورة رانيا يحيي أثناء الاحتفالية وهو كتاب تحليلي لإبداعات أبو سيف.