أكتب هذه الذكريات عن كرة اليد التي أصبحت معشوقة لجماهير غفيرة منذ أن وصلت في ملاعبنا إلي ما هي عليه الآن من تقدم, مرتقية سلم العالمية, واللعبة تبهرنا بما تحققه منتخباتها من نتائج علي المستوي الإفريقي والمستوي العالمي حيث يعمل لها المنافسون حسابا وأي حساب, وفي هذا السياق أذكر كيف قام الراحل الدكتور محمد فضالي الأستاذ بالمعهد العالي للتربية الرياضية في خمسينيات القرن الماضي بالترويج للعبة لكي توضع علي خريطة الرياضة في مصر, وأقول إن الرجل يرحمه الله دعانا مع جمهرة من الرياضيين والمسئولين عن الرياضة إلي التعرف علي هذه اللعبة, وحملت جهاز التسجيل وذهبت إلي نادي الجزيرة, حيث أقام الدكتور فضالي مباراة علي ملعب كرة القدم بين فريقين من طلبة المعهد العالي للتربية الرياضية وشاهدنا المباراة التي أداها الفريقان وكل منهما تكون من أحد عشر لاعبا يتناقلون الكرة بأيديهم علي ملعب مساحته نفس مساحة ملاعب كرة القدم, كانت كرة اليد عندما نشأت تلعب بأحد عشر لاعب, ولم تدخل في سياق نظامها الحديث, أي تقام علي الصالات إلا في دورة برلين1936, المهم أن فضالي نجح في إنشاء اتحاد للعبة رأسه توفيق عبد الفتاح وزير الشئون الاجتماعية في1957, وكان الدكتور فضالي هو دينامو الاتحاد بحكم كونه سكرتير العام, وأذكر أن نادي التوفيقية تكون به فريق كان يسيطر علي بطولة اللعبة إلي أن انتشرت في الأندية الجماهيرية مثل الأهلي والزمالك والجزيرة المصري والأوليمبي والاتحاد, وأنشئ بعد ذلك الاتحاد الإفريقي, وشاركت مصر في بطولاته ولكن منتخب الجزائر كان يتسيد هذه البطولات, ثم جاء دكتور حسن مصطفي رئيسا للاتحاد, وكان لاعبا قديرا وإداريا مقتدرا, ويبدو أن حسن مصطفي وكرة اليد المصرية كان كل منهما مفتاح الخير لصاحبه إذ وصل كلاهما إلي العالمية.. حسن مصطفي أصبح ولا يزال رئيسا للاتحاد الدولي منذ2000 سنة وحتي الآن وكرة اليد المصرية تأخذ مكانها عالميا بين عتاة اللعبة, وبعد جهود مكثفة نجح حسن مصطفي في تكوين منتخب قومي قوي شد البساط من تحت أقدام المنتخب الجزائري ليفوز ببطولة إفريقيا1992 وبالتالي دخل المنتخب المعترك الدولي والأوليمبي باعتبار أن من يفوز بلقب القارة فإنه يدخل من الباب الملكي إلي العالمية, وكانت مفاجأة فوز منتخب الشباب ببطولة العالم1993 مدخلا لجماهيره اللعبة وتعلق الناس بها, يكفي القول إن الصالة المغطاة باستاد القاهرة حطمت الجماهير بإقبالها علي مدرجاتها الرقم القياسي في مشاهدة المباريات حيث بلغ حضور المباراة النهائية للبطولة خمسة وعشرين ألف متفرج,ومن لاعبي الشباب كان المنتخب الذهبي الذي حقق المركز السادس في أوليمبياد أنتلانتا سنة1996 وكان هو الذي حقق المركز الرابع في بطولة العالم سنة2001, إضافة إلي مراكز لا بأس بها في دورات أوليمبية عديدة, وكذلك في بطولات عالم متتالية, ولعلي أشيد بالإبهار الذي كان عليه منتخب شباب كرة اليد في بطولة العالم التي احتضنتها البرازيل في أغسطس الماضي فقد شكل المنتخب الشاب أحد أضلاع المربع الذهبي لبطولة العالم مع منتخبات فرنسا والدنمارك وألمانيا, وكان في مقدوره ان يجلب الميدالية البرونزية, حيث خسر في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بفارق هدف فقط امام ألمانيا وأنه في طريقه الي المربع الذهبي تغلب علي فرق كثيرة وكبيرة, وبالقطع فإننا جميعا مشوقون لمشاهدةمنتخبنا الأول عندما يصبح في بؤرة الضوء مقدما عروضه المبهرة بإذن الله في بطولة إفريقيا التي ستستضيفها مصر وتقام علي الصالات المغطاة باستاد القاهرة في يناير القادم وهي البطولة التي تؤهل الفائز بها إلي أوليمبياد سنة2016 واعتقد ان مروان رجب اللاعب القدير القدير والمدرب المرموق ولاعبي الفريق قادرون بتوفيق المولي عز وجل علي رسم البسمة علي وجوهنا عندما يقفون علي منصة التتويج أبطالا لإفريقيا وسفراء اليد المصرية في ريوديجانيرو.