القاهرة من العواصم الكبري في العالم المزدحمة بالسكان فيكفي أن نعرف أن مساحتها45 ألف كيلو متر مربع يسكنها نحو17 مليون نسمة.. وخططت أحيائها القديمة منذ بداية القرن التاسع عشر.. شوارعها تم تخطيطها علي اساس سير الحناطير وهي الوسيلة الوحيدة للمواصلات في هذا الوقت ومع منتصف القرن التاسع عشر زاحمتها السيارات علي استحياء.. وكانت الشوارع في ذلك الوقت تتسع للحناطير والسيارات أما الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين فهناك احصائية بسيطة تعبر عن الأزمة الخانقة التي يحياها المرور في هذه الشوارع الضيقة. ففي عام2009 بلغ عدد السيارات المرخصة التي تسير بهذه الشوراع مليون سيارة أصبحت بقدرة قادر2.5 مليون سيارة تضيق بها الشوارع التي كانت تعاني من انسداد عندما كان يسير فيها مليون سيارة!.. إذن نحن نريد رجالا يعملون في الإدارة العامة لمرور القاهرة يحملون عصا موسي لتسيير المرور في هذه العاصمة المترامية الأطراف والتي تحيط بها15 منطقة عشوائية غير مخططة الشوارع وليس بها طرق آهلة للسير الآمن. وأنا هنا لا أدافع عن العاملين في الادارة العامة لمرور القاهرة بقيادة اللواء علاء الدجوي الذي يظل هو ورجاله في حركة دائبة آناء الليل وأطراف النهار لمحاولة تسليك هذا الانسداد المزمن. وللتاريخ أحكي واقعة رواها لي المرحوم الدكتور عبدالرحيم شحاتة محافظ القاهرة عام1996 قال لي انه بعث بدعوة لمنظمة( الجايكا) اليابانية وهي منظمة متخصصة في التخطيط المروري للعواصم الكبري في العالم.. جاء الخبراء وأقاموا في شوارع القاهرة ثلاثة أشهر وانتهوا في تقريرهم الذي قدموه للمحافظ الأسبق إلي ضرورة شق محاور عرضية وطولية تربط شرق القاهرة بغربها وشمالها بجنوبها تتكلف12 مليار جنيه في ذلك الوقت.. قال لي المحافظ أن التمويل لم يكن عقبة ولكن العقبة الكئود هي البيوت والعمارات التي يستلزم إزالتها والتي بلغت جملة التعويضات لأصحابها في ذلك الوقت30 مليار جنيه.. وهذا ما أفشل روشتة علاج اليابانيين وسافروا بعد ان تأكدوا أن الحكومة غير قادرة علي توفير نفقات العلاج. وإني أتعجب من تجاهل كثير من الزملاء لهذه الحقائق.. وأنهم يلقون باللائمة علي رجال مرور القاهرة!!. يا سادة أما فيكم رجل رشيد يعلم أن رجل المرور يتعامل مع نتائج وليس مقدمات المشكلة وأنه كي يمارس عمله بكفاءة لابد من تهيئة المناخ والبيئة الأساسية اللازمة لأداء عمله. إنهم رجال ينحتون في الصخر وأضرب مثلا يوضح الأهوال التي يواجهونها في الشارع.. محور ذاكر حسين يربط بين الحي السابع في مدينة نصر والتجمع الأول طوله18 كيلو مترا يعاني من جلطة مرورية منذ15 عاما عند ميدان الحي العاشر بسبب احتلال الباعة الجائلين لنهر الشارع.. طبعا لا يستطيع رجل المرور أن يذيب هذه الجلطة المزمنة لأنها ليست مهمته ولكن المحافظة وشرطة المرافق هي الجهات المسئولة عن إذابة هذه الجلطة التي تعوق المرور في هذا المحور الحيوي. أكتب هذه الكلمات حتي نضع الأمور في نصابها ولا نحمل رجال مرور القاهرة ما لا طاقة لهم به لأنهم يغزلون برجل حصان!