ليس من همي الدفاع عن الحكومة فلها ألف لسان يسبحون بحمدها في صحفنا وقنوات ماسبيرو وقنوات رجال الأعمال..ولست ممن يحسب علي الحزب الوطني أو الإخوان ولم اشرف يوما بالانضمام إلي حزب أو جماعة أو تيار..لكن الانتخابات البرلمانية وما جري في الإعداد لها وفي يومي التصويت من سلوكيات الناخبين والمرشحين, يستفز الحليم ويطرح سؤالا ضروريا لا مفر من التوقف أمامه: ماذا يريد المصريون؟ هل يريدون حياة نيابية سليمة تنتج مناخا ديمقراطيا يعزز الكرامة الإنسانية ويرسخ الحرية ويحقق شعارات الثورتين؟ ألا نريد برلمانا يأخذ بالوطن إلي الأمام ونبدأ صفحة جديدة في كتاب الوطنية الحقة؟ ماذا يريد المصريون؟ ومتي نتوقف عن التشكيك في كل شيء؟ ما هذا التقاعس المقيت في إنفاذ حقوقنا الدستورية ومنها الحق في التصويت والترشح؟ وما هذه السخرية اللاذعة التي اجتاحت الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي تعليقا علي تراجع التصويت في اللجان؟ هل بهذا نبني وطنا؟ حين تأخر الاستحقاق الدستوري( انتخابات برلمانية) لأسباب كثيرة ليس مكانها الآن,انفتحت أبواق كثيرة مؤكدة أن الرئيس السيسي لا يريد برلمانا وانه يريد أن يرجع حكم الفرد وان الدكتاتورية قادمة لا محالة وأن..وأن وكلام كثير من كل الاتجاهات. فإذا أوفت الحكومة ورئيس الدولة واتجهت الهمم نحو استكمال خارطة الطريق بإجراء انتخابات تكلف الدولة مليارات..فوجئنا بهذا الإقبال( ضعيف,متوسط)! أليست الانتخابات البرلمانية النزيهة حلما روادنا جميعا؟ ألم تقم ثورتان من أجل هذا الحلم؟ ماذا يريد المصريون؟ لا ينبغي أن يمر السلوك الانتخابي ولا سلوك المرشحين في المرحلة الأولي مرور الكرام,ولابد من تكليف مراكز بحثية في جامعاتنا ومؤسسات صناعة القرار بدراسة ظاهرة إحجام المصريين وعزوفهم عن المشاركة في برلمان2015 وبرلمانات سابقة. كانت الإرهاصات قبل الانتخابات تومئ إلي إنتاج العهد القديم حين تصدر المشهد بعض رجال الحزب الوطني وذكريات سيئة أقربها انتخابات برلمان2010 والسماح لبعض رموز مبارك بالترشح وهنا بدأ المواطن- بما يحمل من ذكريات سيئة في الرجوع إلي سلاحه القديم وهو السلبية والعزوف التام عن أي نشاط سياسي. ولعل من المفيد أن نضع بين يدي صناع القرار بعض الملاحظات العامة علي سلوك الناخبين والمرشحين التي انتهي إليها تقرير جمعية حماية المشاهدين وهي جمعية أهلية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي والتي انتهي تقريرها إلي الملاحظات التالية: لعب المال السياسي الحرام دورا خطيرا في توجيه الناخبين وصل ثمن الصوت في مدن الصعيد150 جنيها..لعبت الكنيسة دورا( ليس لها ولا من حقها) في توجيه الناخبين وخرجت أوتوبيسات من أمام الكنائس إلي اللجان مباشرة في عدة دوائر في صعيد مصر. المخالفات والخروقات في الدعاية الانتخابية بالجملة من أول وضع الملصقات علي دور العبادة وأعمدة الإنارة وأسوار المدارس والمنشآت الحكومية إلي توظيف التجمعات في المدارس ووضع صور بعض المرشحين علي الكراسات وتوزيعها بالمدارس فضلا عن استخدام الرموز الدينية في الدعاية. عزفت جوقة النفاق في الفضائيات نشازا أدي إلي سلوك عكسي من الناخبين وقد قلت في مقالات سابقة ينبغي لوجوه تملأ الشاشات ضجيجا أن تختفي وهم عبء كبير علي الرئيس..نعم هناك وجوه تسلقت مهنة الفن التليفزيوني لمجرد انه صحفي شاطر او صوته عال أو انه فكيك..آن لهذه الوجوه أن تتواري فقد أضرت بالوطن. نتمني أن نستدرك هذه الملاحظات ونري انتخابات نظيفة في المرحلة الثانية وإقبالا أفضل. أستاذ الإعلام بجامعة المنيا ورئيس جمعية حماية المشاهدين