الإرهاب هو الإرهاب.. لاوطن له ولادين. ولاتوجد دولة في العالم قادرة علي تأمين مواطنيها ضد غدر الإرهابيين.. لافرق في ذلك بين الولاياتالمتحدة أو بوركينافاسو لكن المؤسف والغريب أن تخرج دعوات نشاز في الغرب في أعقاب استهداف كنيسة القديسين بالإسكندرية تطالب بتوفير الحماية للمسيحيين في مصر.. متناسية أن الإخوة الأقباط ليسوا مستهدفين في الهجوم الخسيس لذواتهم بقدر ما إن مصر المكان والمكانة, والتاريخ والمستقبل هي المستهدفة.. كما نسي هؤلاء أن المسيحيين في مصر مواطنون أصلاء وليسوا أقلية وقد كان حادث اطلاق النار الأسبوع الماضي علي نائبة أريزونا في الكونجرس الذي أسفر عن مصرع ستة أشخاص فيما لاتزال جيفوردز النائبة عن الحزب الديمقراطي في حالة حرجة وماتلاه من اطلاق نار قرب ملهي ليلي خير شاهد علي أن الارهاب بلا وطن. بلاجنسية... بلادين.. وهو ماأقرت به لاحقا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال جولتها الخليجية الأخيرة حيث قالت بالحرف الواحد أثناء وجودها في أبوظبي: لدينا متطرفون مثلما لديكم متطرفون ونحتاج إلي التعاون معا للقضاء علي ظاهرة الارهاب. الولايات المحدة التي تتربع علي قمة العالم تعترف أخيرا بأن لديها متطرفين يهددون أمن الأبرياء.. ومع ذلك لم نر من يدعو إلي حماية المسلمين الأمريكيين الذين تعرضوا لكل أنواع التمييز والاضطهاد عقب تفجيرات11 سبتمبر ولا يزالون.. ويكفي حالة الجدل والرفض المشوب بالعنصرية لبناء مسجد جراوند زيرو علي أنقاض برجي التجارة العالمي والبنتاجون حيث اضطر الرئيس باراك أوباما إلي التراجع عن تأييده لبناء المسجد واعترف بأن ماقاله بهذا الشأن رأيا شخصي.. كما أن أوباما نفسه كأول رئيس أمريكي أسود لم يسلم من الهجمات العنصرية وتعرض لمحاولة اغتيال من جانب المتطرفين البيض الذين لايفهمون معني المواطنة وراحوا يشككون في الكل وأي شيء يتعلق بحياة أوباما بداية من الادعاء بأنه ليس من مواليد الولاياتالمتحدة... ومرورا بوصفه بأنه مرشح حركة حماس في الانتخابات التي فاز فيها بمنصبه في4 نوفمبر2008 وليس انتهاء بإشاعة أنه مسلم لدرجة أن أحد استطلاعات الرأي ذكر أن20% من الأمريكيين يعتقدون أن أوباما مسلم وهو ماسارع الرئيس والبيت الأبيض إلي نفيه. ومن المؤكد أن اطلاق النار قرب الملهي الليلي أو علي نائبة أريزونا لن يكون الحلقة الأخيرة في مسلسل الارهاب الذي تشهده الولاياتالمتحدة.. فهذه الحوادث تكاد تتكرر علي فترات زمنية متقاربة أو متباعدة ففي3 أبريل2009 أطلق مواطن النار. في مبني مركز الهجرة للجمعية المدنية الأمريكية ببينجامتون, نيويورك, حيث دخل مهاجر فيتنامي يدعي جيفلي وونج( أوفونجVoong) المركز وبدأ بقتل عدة أناس كانوا بالداخل. وقد تم التأكد من أن هناك14 شخصا قد قتل بمن فيهم منفذ العملية وجرح26 شخصا, وقد أخذ وونج41 شخصا كرهائن وهذا خامس حادث لقتل جماعي مريع يحدث بالولاياتالمتحدة وأفادت تحقيقات ولاية نيويورك أنه علي الأرجح قام بارتكاب الحادثة بعدما فقد وظيفته وكشفت التحقيقات عن أن منفذ تلك العملية يقطن بجونسون سيتي, مقاطعة بروم ولاية نيويورك وهو أمريكي من أصول فيتنامية وقد كان يقطن في إنجليوود بكاليفورينا, وعمل لسبع سنوات كسائق لشركة أغذية في لوس أنجلوس قبل أن ينزح إلي نيويورك عام2008. وقالت التقارير الأولية بأن فونج قد خسر للتو وظيفته لدي مصنع آي بي إم محلي بالقرب من مدينة إدينكوت بنفس المقاطعة, لكن الآي بي إم قالت بأنه لايوجد لديها أي سجل يثبت أنه كان يعمل لديها. وقد قالت امرأة ادعت بأنها أخت لفونج بأنه كان يعمل لدي شركة تفريغ يعتقد بان الدافع لتلك العملية هو احساس فونج بأنه مهان وغير محترم بسبب ضعف اللغة الإنجليزية لديه. وقد ساهم فقدانه لوظيفته وعدم المقدرة لايجاد أي وظيفة أخري بنيويورك بزيادة احباطه. وفي اليوم التالي للحادث تبني زعيم حركة طالبان الموالية لتنظيم القاعدة في باكستان بيعة الله محسود في تصريح صحفي إطلاق النار. شكاوي منظمات إسلامية من تصاعد تيار معاداة الإسلام أو مايعرف باسم الإسلاموفوبيا في المجتمع الأمريكي علي الصعيد نفسه تعرض محمد كريم لحادث إطلاق نار أثناء وجوده بمدينة لوس انجلوس الأمريكية أثناء الإحتفال بعيد الهالويين الذي تتخلله الكثير من الفوضي. وقد أسفر الحادث عن مقتل أربعة أشخاص ونقلته الصحف الأمريكية والعالمية ومن المعروف أن محمد كريم موجود بأمريكا منذ ثلاثة شهور للانتهاء من تصوير فيلمه الأمريكي العاصفة. وأثناء وجوده هناك تم تكريمه بمهرجان الفيلم العربي2010 في دورته الرابعة عشرة بمدينة بيفرلي هيلز بلوس انجلوس وذلك قبل أيام من الحادث. وكانت الشرطة الفيدرالية الامريكية قد قالت أن مسلحا مجهولا أطلق مجددا أعيرة نارية علي متحف عسكري بولاية فيرجينيا, في رابع حالة اطلاق نار علي منشأة عسكرية خلال أقل من أسبوعين. كما لقي خمسة أشخاص مصرعهم في حادث اطلاق نار بالقرب من موقف لسيارات التخييم جاكسون, شرق ولاية كنتاكي وذكرت الشرطة ان رجلا فتح النار في ظروف عامضة قبل أن ينتحر. علي الصعيد نفسه لقي6 أشخاص مصرعهم وأصيب4 آخرون في حادث إطلاق نار في مصنع للألياف الضوئية في ولاية نيو مكسيكوالأمريكية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن قائد الشرطة في مدينة البوكويرك التي يقع فيها المصنع القول إن المهاجم هو موظف سابق في المصنع وأن عملية إطلاق النار مجرد عمل جنائي, موضحا أن المهاجم أيضا من بين القتلي. أيضا تعرض مسجدان في الولاياتالمتحدة للتخريب وإطلاق نار عليهما, في حادث أثار قلق مسلمي أمريكي في ظل تصاعد تيار الإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدة. وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير عن تعرض مسجدين في ولايات بنسلفانيا وفلوريدا للتخريب وقالت منظمة كير إن المركز الإسلامي في مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا تعرض للتشويه بدهان أحمر علي الدرجات المؤدية إلي المركز. كما أعلنت كير أن مسجدا بجنوب ولاية فلوريدا قد تعرض لإطلاق نار باتجاه مسجد ومدرسة إسلامية في الولاية. ومن جانبه قال إبراهيم هوبر, مدير الاتصالات بمنظمة كير: نحن نحث سلطات تنفيذ القانون المحلية وعلي مستوي الولاية والمستوي القومي للتحقيق في دوافع التحيز المحتملة وراء هذه الحوادث ودعا هوبر الأمريكيين في جميع الاديان إلي رفض التعصب الديني وبشكل خاص ضد الإسلام في الولاياتالمتحدة, مشيرا إلي وصف القس الأمريكي الشهير بات روبرتسون للإسلام مؤخرا بأنه دين للكراهية. وتأتي هذه الحوداث وسط وقبل أقل من أسبوع علي حادث إطلاق النار في ولاية أريزونا الأمريكية الذي وافق السبت قبل الماضي, أطلق مجهولون النار علي مساعد رئيس شرطة لوس أنجلوس محمد أحمد(27 عاما) أثناء تجواله في المدينة وتعرضه لإطلاق نار ونقل إلي المستشفي وحالته غير مستقرة وقد يفقد بصره, ولكن الشرطة لم تعلن عن دوافع العملية والشخص أو الأشخاص المنفذين حتي المصابين الآخرين. من جهته, حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من محاولةتبسيط الأمور لتبرير حادثة اطلاق النار التي أودت بحياة6 أشخاص وجرح14 آخرين في توسون بأريزونا, وذلك في معرض اشادته بضحايا الحادثة. وقال أوباما أمام27 ألف شخص تجمعوا في قاعة كبيرة في جامعة اريزونا بتوسون إن الشر موجود وعلينا أن نمتنع عن تبسيط الأمور بعد الحادث مشيرا الي أن الحقيقة الا احد يمكنه ان يعرف تماما دوافع هذا الاعتداء الفظيع, لا احد يمكنه ان يعرف تماما ماكان يمكن ان يحول دون اطلاق النار او الافكار التي تجول في ذهن رجل عنيف. وأكد ان الطفلة كريستينا تايلور جرين(9 سنوات التي قتلت في اطلاق النار تذكر بجميع أطفالنا, وقال: كريستينا تمثل اطفالنا. وقد قام أوباما عند وصوله أريزونا لزيارة النائبة الأمريكية المصابة جيفوردز كما قام كل من رئيسة الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي والسيناتور كيرستن جيليبراند من نيويورك والنائبة ديبي واسرمان شولتز من كاليفورينا بزيارتها.. ووجه القضاء تهم القتل والشروع بالقتل الي جاريد لوفنر(22 عاما) منفذ الاعتداء ولاتزال دوافعه مجهولة. وفي28 أكتوبر2008 نجا40 طالبا سعوديا من حادثتي إطلاق نار عشوائي شهدتهما جامعة ويسترن كنتاكي التي يدرس فيها30 طالبا و10 طالبات سعوديون يعيش نصفهم في السكن الجامعي, الذي كان واحدا من موقعين تعرضا لإطلاق النار. كما استهدفت النيران مبني الجامعة, مما أدي إلي إغلاق المبني فورا, وإلغاء جميع المحاضرات المقررة لذلك اليوم, خصوصا أن إطلاق النار, حدث أثناء المحاضرات الصباحية وكان عدد من الطلاب السعوديين موجودين في ذلك المبني, فيما كان آخرون موجودين في مبان أخري في الجامعة, أو في السكن الجامعي.