كل الشواهد تشير الي تصاعد العنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولكن ليس من الواضح بعد ما اذا كان المجتمع الفلسطيني متحد وراء الرغبة في خوض فترة أكبر من الاضطرابات لتأخذ شكل الانتفاضة. فقد ادي العنف المتواصل في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية الي تزايد المخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة, كان احد ضحاياها صبيا يبلغ من العمر13 عاما قتل علي يد القوات الاسرائيلية خلال اشتباكات خارج مخيم للاجئين في بيت لحم. وهناك قلق بين الدبلوماسيين والمحللين في المنطقة ان تصاعد العنف يمكن ان يتحول الي انتفاضة جديدة خاصة مع مقتل اسرائيليين في هجمات للفلسطينيين والعكس. الانتفاضة الاولي انطلقت عام1987 والثانية عام2000 وتطرح وسائل الاعلام أسئلة بشأن ظواهر تدلل علي الانتفاضة الثالثة. ونقلت صحيفة( الجارديان) البريطانية عن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قوله ان هذه الاحداث تذكره بالايام الاولي من الانتفاضة الثانية عام2000 وقال ان التجربة تبين لنا أن اسرائيل لا يمكن ان تمنع حرية الفلسطينيين من خلال تدابير قوية. المؤكد ان المشهد الحالي يشير إلي ان الاراضي المحتلة تمر بأوقات غير عادية وصعبة بكل ما يحمله من اغلاق القدس القديمة في وجه الفلسطينيين ورجم السيارات من جانب المستوطنين اليهود والفلسطينيين وانتشار عشرات الجنود الاسرائيليين عند نقاط التفتيش الي جانب ارتفاع معدل العنف في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية. الانتفاضة الثانية شهدت علي وجه الخصوص مشاركة قوات الامن الفلسطينية في أعمال العنف الي جانب التأييد الواسع النطاق من قبل الفصائل السياسية المتناحرة وهو مالم يحدث حتي الان, ولكن الانتفاضة الثانية اختلفت عن الاولي وهذا يعني أن الظواهر المتعلقة بهما ليس من الضروري تكرارها. ويقول خليل الشقاقي في أحدث دراسة أعدتها منظمته المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ان هناك أدلة علي وجود نفس المستويات من عدم الرضا داخل المجتمع الفلسطيني مثلما حدث خلال الانتفاضة الثانية. ووجدت الدراسة ان42% من الفلسطينيين يرون ان الكفاح المسلح هو الذي سيؤدي لقيام دولة فلسطينية كما ان غالبية الفلسطينيين أصبحوا يعتقدون ان حل الدولتين ليس أمرا واقعيا كما ان57% من الفلسطينيين يدعمون فكرة عودة الانتفاضة المسلحة في غياب مفاوضات السلام. وقال الشقاقي: لا شك أن الوضع الفلسطيني اصبح خصبا جدا لقيام انتفاضة ثالثة ولكن ليس من الواضح ان كان المجتمع الفلسطيني متحدا للدخول في فترة طويلة من الاضطرابات أم لا. ومن جانبه قال أنشل فيو الكاتب بصحيفة( هاآرتس) الاسرائيلية ان ارتفاع نسبة التطرف اليهودي أصبح يغذي المواجهات مع الفلسطينيين وبالتالي يعطي مبررا لانتفاضة ثالثة, مثل قتل ثلاثة فلسطينيين من اسرة واحدة قبل نحو شهرين. والاختلاف في هذه الموجة من الاضطرابات أنها لم تقتصر فقط علي الضفة الغربية لكنها حاضرة بشدة في القدسالشرقيةالمحتلة كما ان التوترات الاخيرة في المسجد الاقصي كانت محركا للعنف المتصاعد حاليا. وهناك انشقاق بين الاجيال الفلسطينية, فالفلسطينيون الذين يبلغون من العمر20 عاما ونشاوا منذ اتفاقيات أوسلو ولم يجنوا أي فائدة من عملية السلام المحتضرة يشاركون بفاعلية في الاإضطرابات الاخيرة بالاراضي المحتلة. هناك بالفعل علامات علي حدوث انتفاضة ثالثة لان الفلسطينيين لا يشعرون انه تبقي لديهم شيئ ليخسروه, وسط عدم تغير في الموقف الاسرائيلي.