اتفق علماء الدين مع ماورد في خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الشهري علي أن الخطاب الديني لا يرتقي للمستوي الذي تمر به البلاد في الفترة الحالية. وقال العلماء إن الخطاب الديني يحتاج للتجديد والارتقاء به ليس فقط للارتقاء بالعقول وإنما لحفظ الأمن والأمان في المجتمع. وأشار العلماء إلي أن الخطاب الديني لم ينضج بعد في ظل المتغيرات الحياتية والسماوات المفتوحة, الأمر الذي يتطلب من الخطاب الديني أن يكون متناغما مع تلك المتغيرات. وقال الدكتور عادل المراغي إمام مسجد النور بالعباسية إن غياب الخطاب الديني عن الجوانب الإنسانية أدي إلي بزوغ فكرة التكفير وعدم التعايش مع الآخر, باعتبار أن غير المسلمين يخلدون في النار, وأنهم أعداء الإنسانية وهذا كان سببا في تأخر المسلمين وتصنيفهم علي أنهم إرهابيون. وطالب المراغي بضرورة تناول إنسانية الإسلام علي رأس أولويات الخطاب الديني لأنه لا يرتقي إلا إذا رجعنا إلي منظومة القيم العمرانية والأخلاقية التي يتقدم بها المجتمع والتي هي من صحيح الدين وصمام الأمان له مثل قيم التسامح ونشر روح المحبة وقبول الآخر ورفع قيمة العمل. ومن جانبه قال الدكتور إسلام النواوي, من علماء وزارة الأوقاف, إن دعوة تجديد الخطاب الديني تشمل أمورا عديدة من أهمها الثقافة المجتمعية علي أساس أنه نتاج تلك الثقافة ولسان حالها, وتجديد الخطاب الدين لا يتوقف فقط عند الداعية بل له أكثر من بعد تربوي ونفسي واجتماعي وثقافي, ولن ينجح تجديد الخطاب الديني إلا إذا حدثت حالة من التناغم بين المؤسسات والمختصين. كما أن تجديد الخطاب الديني ليس دعوة حديثة وإنما هو أمر للمسلمين بمخاطبة الناس علي قدر عقولهم. وأشار النواوي إلي أن الإسلام يعاني من اجتزاء الديني وأخذ البعض من الدين ما يظهر منه أنه دين إرهاب فيجعل من القتل والسفك شعارا للإسلام تحت اسم الجهاد والجهاد ليس كذلك, وهناك من يكتفي من الدين بصفاء القلب ويبتعد عن الشعائر والتعليم والأخلاق فيضفي عليه لونا من التسيب والانفلات هذه هي القضية الاساسية فعلي الجميع أن يراعي أن الدين جاء لينظم حياة الناس وجاء للدنيا وللأخرة وليس للآخرة فقط.