أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تحرير سيناء جاء نتيجة البطولات والتضحيات التى بذلها أبطال القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر والتى مكنت الدبلوماسية المصرية من استكمال تحرير الارض، مؤكدا ان تنمية وبناء سيناء قضية أمن قومى لا يمكن إغفالها، وأوضح الرئيس أن أول أمل سيحققه المصريون بجهدهم وعرقهم وأموالهم من أجل بناء مصر الجديدة، هو افتتاح قناة السويس الجديدة، المقرر فى 6 أغسطس المقبل. جاء ذلك خلال وقائع الندوة التثقيفية السابعة عشرة التى نظمتها القوات المسلحة فى اطار احتفالات مصر وقواتها المسلحة بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء وشهدها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث استقبله الحاضرون بحفاوة بالغة ووجه الرئيس التحية للحضور، مؤكداً حرصه البالغ لمشاركتهم هذه المناسبة الغالية على قلب كل مصري. وأضاف السيسى أن الجيش والشرطة سيظلان فى طليعة الشعب المصرى يزودان عن ارضه ويدافعان عن بقائه ويحملان آماله وتطلعاته نحو المستقبل، بما يبذلونه من تضحيات وجهود وطنية مخلصة والتى ستظل مبعث فخر وتقدير من جميع أبناء الشعب المصرى الذى يثق فى قدرة رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يثبتون للعالم أن مصر بشعبها وجيشها قادرون على استعادة الأمن والأمان لهذا الجزء العزيز من أرض مصر. وأثنى الرئيس على الدور الوطنى لأهالى وبدو سيناء والتفافهم حول القوات المسلحة والشرطة، مؤكدا أن نجاح الحرب على الارهاب يرتكز على التعاون مع ابناء سيناء الشرفاء الذين يمثلون خط الدفاع الاول للأمن والاستقرار فى سيناء، مؤكدا حرص كل أجهزة الدولة على توفير كل متطلبات التنمية الشاملة لأبناء سيناء. مؤكداً أن تعمير وتنمية سيناء أولوية مهمة للحفاظ على الأمن القومى والعبور بها إلى المستقبل، مضيفاً: إرادة ال90 مليون مصرى قادرة على صنع المستحيل. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الشعب المصرى والإثيوبى نسيج واحد، كلاهما يشرب من مياه النيل، وحلمهم مشترك، معربًا عن بالغ سعادته بتحرير الاثيوبيين من الاراضى الليبية بجهود رجال القوات المسلحة. وأشار إلى أن ما تمر به المنطقة فى الوقت الراهن يحتاج الى علم ووعى وعمل للخروج من الأزمة الحالية. وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى المصريين بتجنب المطالب الفئوية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. موضحا أن نجاح الحرب على الإرهاب يرتكز على التعاون مع أبناء سيناء الشرفاء فهم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي. كانت الندوة قد بدأت بعرض فيلم تسجيلى بعنوان سيناء والعبور للمستقبل من إعداد إدارة الشئون المعنوية تضمن الأهمية التاريخية والإستراتيجية لسيناء كمسرح للدفاع عن أمن مصر القومي، وإسهامات القوات المسلحة فى دعم جهود التنمية الشاملة لسيناء وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها، والجهود التى يقوم بها رجال الجيش والشرطة للقضاء على البؤر الإرهابية التى تستهدف النيل من أمن واستقرار هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر. واشتملت الندوة على محاضرة بعنوان منزله سيناء الدينية تحدث فيها فضيلة الدكتور أسامه الأزهرى عن المكانة والمنزلة الرفيعة التى اختص بها المولى عز وجل - سيناء، فكانت مهداً للأديان ومساراً للعديد من الأنبياء وجعل الله لها قدسية ومكانة خاصة اقسم بها فى العديد من آيات القران الكريم. وقدم الشاعر فاروق جويدة محاضرة بعنوان رسالة الى سيناء تخللتها مجموعة من القصائد الشعرية فى حب سيناء جسد فيها تاريخ سيناء طوال سنوات الحرب والسلام والعلاقة الراسخة بين أبنائها وقواتهم المسلحة. ووجه عدد من شيوخ قبائل وعشائر شمال وجنوب سيناء الشكر والتقدير للسيد الرئيس وللقوات المسلحة والشرطة التى قدمت العديد من التضحيات والبطولات من أجل تحرير الارض ومهدت الطريق لتنمية وتعمير سيناء وتوفير كل سبل الرعاية لأبنائها. وفى لمسة وفاء لشهداء القوات المسلحة والشرطة الذين لبوا نداء الواجب وقدموا ارواحهم دفاعاً عن مصر وشعبها، قام القائد العام ووزير الداخلية بتكريم عدد من ابطال اكتوبر والضباط المتميزين فى أداء واجبهم وعدد من أسر الشهداء الذين ضربوا اروع الأمثلة فى التضحية والعطاء من أجل مصر. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد استقبل سبعة وعشرين مواطناً إثيوبياً يمثلون الدفعة الأولى من الأشقاء الإثيوبيين العائدين من ليبيا، والذين تم تحريرهم بالتعاون بين الأجهزة الأمنية المصرية والليبية. وقد حضر الاستقبال فى مطار القاهرة محمود درير "سفير إثيوبيا بالقاهرة". وصرح السفير علاء يوسف "المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية" بأن الرئيس وجَّه كلمة إلى وسائل الإعلام أشار فيها إلى أن مصر تألمت كثيرا لحادثة الذبح البشعة التى تعرض لها المواطنون الاثيوبيون الأبرياء، ومن ثم فإن مصر قامت بالتنسيق مع الأشقاء فى ليبيا وإثيوبيا بتحرير المواطنين الاثيوبيين الذين كانوا يعانون ظروفاً شديدة الصعوبة فى ليبيا. وأكد الرئيس أنه على الرغم من أن إثيوبيا ليست لها حدود مباشرة مع ليبيا تيسر عملية تحرير المواطنين الاثيوبيين، إلا أن شقيقتها مصر لديها هذه الإمكانية، منوها إلى ما سبق أن أكده فى خطابه مع البرلمان الاثيوبى بشأن التضامن الشعبى بين مصر وإثيوبيا، وأن ما يؤلم الشعب الاثيوبى يؤلم أيضا الشعب المصري. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أشار إلى أن الاجهزة الأمنية تمكنت من استعادة المواطنين الاثيوبيين وتم نقلهم إلى مصر تمهيداً لعودتهم سالمين إلى ذويهم فى إثيوبيا، موجها رسالة إلى المجتمع الدولى أكد خلالها أن مصر تساند وتؤيد كل الجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة، كما تدعم وتؤيد البرلمان الليبى المنتخب والجيش الوطنى وتساند الارادة الحرة للشعب الليبي، حتى تعود ليبيا مرة أخرى آمنة مستقرة. وشدد الرئيس على أن ما تشهده ليبيا من تدهور أمنى وزعزعة للاستقرار أمر يهم المجتمع الدولى بأسره ويتعين أن تستعيد الدولة الليبية أمنها واستقرارها، معولاً على الدور الذى يقوم به الجيش الليبى لحماية المواطنين واستعادة الدولة الليبية. وقد وجه الرئيس الشكر لكافة الأجهزة الأمنية المصرية والليبية التى ساهمت بجهودها فى استعادة المواطنين الاثيوبيين، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية المصرية تبذل جهودها من أجل مكافحة الارهاب وتوفير الحماية والتأمين للمواطنين الابرياء فهى تدافع ولا تعتدي، وذلك جزء أساسى من دورها. ووجه الرئيس كلمة للشعب الاثيوبى قدم خلالها التهنئة بعودة المواطنين الإثيوبيين الأبرياء، مؤكدا أن شعوب مصر وإثيوبيا والسودان تمثل شعباً واحداً، وأنه يمكن للأشقاء الإثيوبيين أن يعولوا دائماً على مصر التى لن تتوانى عن تقديم الدعم والمساندة لأشقائها.