في الوقت الذي سارعت فيه عدة جهات لتشكيل اتحادات وتنظيم دورات علي كل لون من الشمال والشرق والغرب الأفريقي إلي حوض البحر المتوسط والفرانكفونية تاهت في زحمة الأزمات الرياضية فكرة دخول الرياضة كطرف أصيل في توطيد العلاقات مع دول حوض النيل التي يربطها مصير مشترك وتشرب من نهر واحد قبل وبعد أن وقعت علي اتفاقية حوض النيل التاريخية. نسينا أن نقترب من بعضنا سنوات طويلة في كل المجالات فحدث الجفاء بين كل الأطراف لعدم وجود الرابط المشترك الذي يجمع مسئولي وشباب تلك الدول التي يجري النيل في أراضيها مجري الدماء من العروق. كانت الرياضة المصرية حريصة علي أن تشارك في كل الدورات والبطولات حتي التي لا تعترف بها الاتحادات الدولية من منطلق أن لها فوائد أخري عظيمة تفوق جوائز وألقاب المنافسة الرياضية, ولكنها نست أن دول حوض النيل هي الأولي باللقاء الرياضي, ولكن جاء الوقت المناسب وحمل الأهرام المسائي علي عاتقه هذه المهمة التي كانت تبدو صعبة, إن لم تكن مستحيلة لضيق الوقت وعدم وجود فراغات في الجدول الكروي المصري, وأيضا ارتباط دول حوض النيل ببرامج مسبقة وأيضا كأس الأمم الأفريقية للمحليين, ولكن الإرادة المصرية ظهرت وقت الشدائد وتسابق كثيرون للمشاركة في نجاح المشروع الكبير الذي تأخر كثيرا بعد أن كان مجرد فكرة لسنوات طويلة لم تر خلالها النور. وضع الأهرام المسائي اللبنة الأولي بنجاح عظيم أشاد به ضيوف مصر واستطاع أن يحول الحلم إلي حقيقة بعد أن دخل في سباق مع الزمن, وأصبحت الدورة مطلبا لكل الوفود التي نزلت ضيفة علي مصر مع مطلع عام2011, وما بقي إلا أن يتسع نطاقها وألا تقتصر علي كرة القدم فقط, وإنما يجب أن تشمل عدة ألعاب تتميز بها دول حوض النيل بعد أن ثبت أن التنافس الرياضي الشريف يقرب ولا يبعد, يجمع ولا يشتت, يثمر ولا يجدب.. ومصر مع شركائها قادرة علي أن تقدم دورة شاملة في العام المقبل تكون مثالا يحتذي به في كل الدورات خاصة أن هناك متسعا من الوقت لمراعاة كل الظروف ومنها كأس الأمم الأفريقية التي تقام في شهر يناير كل عامين.