إنه درس خصوصي نتلقاه من بعيد, وأشك في أن من تصوروا أنفسهم المنقذون الجدد في مصر, الذين يؤلبون الناس ضد الدولة, ويتحدثون عن الدستور وكأنه شئ يمكن أن يتغير صباح الغد ويدعون إلي العصيانات المدنية, ويحلمون باليوم الذي تحدث فيه الثورات السينمائية سوف يتعاملون معه بأي نوع من الجدية, بل علي العكس قد يتم اختراع تخريجة له, إذا كان هناك من يمكنه منهم أن يهتم بالأمر أصلا. إن إسم الشخص الذي أطلق الرصاص هناك هو جاريد لوفنر, وقد قام بقتل ستة أشخاص, بينهم قاض اتحادي, وطفلة صغيرة, بينما كان يحاول اغتيال جابرييل جيفوردز العضو الديموقراطي بمجلس النواب الأمريكي, علي نحو سبب صدمة هائلة في واشنطن ظهرت آثارها علي الجميع, فعلي الرغم من كل تلك الحدة التي شهدتها الدولة هناك خلال الانتخابات الماضية, يصعب تصور أن يتم استهداف أحد السياسيين إلا إذا كان من قام بذلك هو مختل عقليا أو ضد الدولة. إن النقاش الذي اتسع بسرعة شديدة حول الواقعة في الولاياتالمتحدة يستحق المتابعة, فقد تم وضع اليد بسرعة علي داء يتعلق بعمليات الشحن التي قام بها تيار واسع النطاق من الجمهوريين, الذين لم يكونوا قد استوعبوا أنهم هزموا في معركة انتخابات الرئاسة, وفي معركة انتخابات الكونجرس بمجلسيه, مرة واحدة, وأدي ذلك بهم إلي طرح قضايا جذرية, كان أي زائر لواشنطن يمكن أن يلاحظها ببساطة وقتها, حول الدولة. لكن الدرس ليس لهؤلاء فقط, فهناك فئات أخري يجب أن تتعلم الدرس نفسه, طالما أنه ظهر بيننا في مصر من يمكنه أن يمسك سلاحه, وأن يطلق النار علي ستة أشخاص أيضا, فلدينا نحن كذلك مختل عقليا يقوم باستهداف مواطنين, أيا كانت دوافعه, فقد تعرض هذا الشخص لتيار عات أثر علي تفكيره, إذا كان لديه مخ أصلا, أدي به إلي القيام بذلك, وسوف تثار لدينا نفس الضجة, لكن بينما يحدث ذلك, علينا أن نبحث في الكيفية التي أصبح بها مواطننا ضد المجتمع أيضا. [email protected]