التصدي للعمل العام, في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, يعد بطولة وفروسية وتضحية ما بعدها تضحية , ففي ظل هذا الانفلات الأخلاقي, وعدم تقدير الرجال وما يؤدونه من خدمات للوطن والأمة, فإن العمل العام مغرم لا مغنم, تكليف لا تشريف, مسئولية كبري يصعب القيام بها, حيث يكتفي الجميع بالنقد, بل والهدم, يتصيد الأخطاء وإن صغرت, ولا يري الإنجازات وإن عظمت, ولا يراعي حال البلد, التي كانت قاب قوسين أو أدني من التفتت والحرب الأهلية والانقسام في ظل حكم عصابة الإخوان الإرهابية, ولا يلقي بالا للمؤامرات الخارجية التي تحاك من أجل تركيع الوطن. ولأن مصر بلد طيب الجذور عريق الأصل, وشعبها معطاء ومناضل وصبور, ولأنها قدمت الكثير للإنسانية عامة, وللأمة العربية وبخاصة الشقيقة فلسطينالمحتلة, فقد أراد الله بها الخير, وهيأ لها الرئيس السيسي زعيما, حمل رأسه علي كفه, وتدخل في الوقت المناسب, ليستردها من خاطفيها, ويعيدها إلي أبنائها ووطنها العربي, فأحبه الشعب وأغرم به ومنحه ثقته واصطف خلفه. وأعانه الله برجال نبلاء, ارتووا من نيلها الفياض, وأكلوا من خيراتها العميمة, علي رأسهم المهندس إبراهيم محلب, الذي تحمل مسئولية رئاسة مجلس الوزراء في وقت عصيب, وهو الرجل المحب لوطنه, المواسي لفقرائه, نظيف اليد, عفيف اللسان, الدءوب النشيط, كأنه ملاك رحمة, أو فارس من عصور النبلاء, رغم ما يتعرض له من نقد جارح, وألفاظ تصل إلي السباب, من بعض الدخلاء علي الإعلام, حتي وصفه أحدهم بالعنتيل, وهو ما يستوجب المحاكمة وفق كل الأعراف الإنسانية والديمقراطية, ومن بعض المنتسبين زورا إلي الثورة والثوار, بغرض الشو الإعلامي, بدون أن يقدم رؤية واضحة أو نقدا بناء. من حق الإعلام, بل ورجل الشارع, أن ينتقد القرارات والسياسات التي لا تعجبه, ولكن عليه مراعاة القانون والأخلاق والأعراف, فلا يتجاوز في حق الشخصيات التي تصدت بشجاعة لمسئوليات بناء البلد, وأن يكون نقده بناء يبين الخطأ ويقدم البديل له ويعترف بالصواب ويصفق له, هذا إن كان الصالح العام هدفه, أما النقد لمجرد النقد فهو أمر يقدر عليه الجميع, ولا يعد بطولة في ظل هذا الأداء الديمقراطي لحكومة محلب, وتقبلها للنقد والتوجيه, فرئيس الوزراء يعمل ساعات فوق طاقة البشر, يتواجد في كل مكان, في الصبح تجده في الإسكندرية يفتتح مشروعا, وفي المساء يزور أسوان يتفقد الخدمات التي تقدم للمواطن, في حركة دائبة ومكوكية تضع المواطن ومصالحه نصب عينيها, وقليلا ما يبقي في مكتبه, بل هو في الحواري والشوارع مع أبناء الشعب, يتفقد أحوالهم ويرعي مصالحهم, وما يعيب سياسة المهندس محلب هو أنه متساهل في حق نفسه, وفي حق وزرائه, ولو لجأ إلي القضاء للرد علي الإساءات ضده, لأنصفه قضاء مصر الشامخ, ولرد له حقه, ولأسكت الهدامين أعداء الوطن, الذين يريدون عودة الساعة للوراء, والرجوع إلي عصر الجماعة الإرهابية, وهو ما لن يكون, بإذن الله, في وجود رجال وهبوا أعمارهم وجهودهم لمصر. وقد أصدر القضاء حكمه في حق المعزول مرسي, ولا تعقيب علي أحكام القضاء بالمدح أو القدح, ولكن انظر كيف استقبل طلاب الإرهابية في جامعة القاهرة هذا الحكم, فوضي وعنف وتظاهرات مخالفة للقانون وتعطيل للعملية التعليمية, وإرهاب لأساتذتهم وزملائهم, وهو ما لا يجب أن تقف الداخلية أمامه مكتوفة الأيدي, بل يجب أن تضرب بيد من حديد, وأن يصدر قانون يمنع المظاهرات لمدة محددة, ولتكن سنة كاملة مثلا, حتي تستقر الأمور, ومن يخالف يؤخذ بالحسم والشدة, فمستقبل البلد أمر لا يستهان به, ولا يصح معه اللين والتسامح, وتحيا مصر.