وهذه ثانية الثورات تمشي علي أرض الوادي الخصيب «واثقة الخطوة ملكة والشعب عشاقها» فرحة الملايين في كل أنحاء المعمورة بارك الثورة وقدم قربانها من شهدائها الأبرار فكانت وستظل بردا وسلاما علي أبناء الوادي الخصيب. بوركت يا ثورتنا مع تصميم نتابع من إرادة حرة للشعب قاطبة بالروح وبالدم نعيش ونموت فداء حب الوطن، وعلي لسان كل مصري مخلص متوضئ بنورها يردد همسا وفي علانية: «هكذا علموني - حب الأوطان - منذ كنت صبيا ووليدا» وتم إبرام العقد الاجتماعي وأحكمت مواده وتجلت في الأفق أحكامه ومبادئه وها هو قد بدت بشائره تتوالي في ظل فلسفة «خارطة الطريق - التي أتقن بتخطيط مبادئها وأحكام - بالحكمة أحكامها فكانت أولي ثماره وقد تجلت في تقديم دستور رائع أحكمت آياته وروجعت بالحكمة مبادئه، فكان هكذا أجمع فقهاء القانون والدستور ومن أراد للبلد الخير العميم، وقدم ذات صباح أشرقت فيه الأرض بنور ربها ليقول فيه الشعب كلمة أي بلغة الدستور ذاته «تم الاستفتاء عليه: مادة مادة، وحكما حكما، مبدأ مبدأ» وكان تمام الرضاء علي ذلك بما يشبه الإجماع، فكانت - لعمري - هي الثمرة الأولي المباركة في حديقة الوطن المورقة في عهده الجديد والمجيد. وفي يقيني هناك انتصار آخر للإرادة الحالمة المتطلعة لعليين لأماني الشعب وأمنياته وأحلامه، أن نقدم ثمنا لذلك أعز الأبناء من الشعب شبابا في عمر الزهور حتي الأطفال عربونا لسعادة الأجيال جيلا بعد جيل فكانت أن أطل الإحساس بالحرية، وصدق «شوقي» أمير شعرائنا عبر كل الأجيال: «وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة بالدم يدق». ولا ينسي الشعب وهو يواصل المشوار كيف كانت دموعه وهو يودع شهداء الوطن، وكانت يد الإثم والإرهاب في عنفوانها «راعيهم الشيطان الرچيم»، وأرادوا كما أراد الإرهاب الأسود اللعين أن يطفئوا نور الله بسوء فعلهم ولكن الله متمم نوره، حاميا لبلادنا. وهو القائل في أم الكتاب: «ادخلو مصر إن شاء الله آمنين»، وسوف تمر الأجيال بعد الأجيال وسيظل شهداء الثورة نورها الأبدي الذي كتب للأجيال «طريق الحياة الحرة الكريمة» وعنوانها ما نحس ونراه في معالم «خارطة الطريق» عن علم وفهم وإيمان. وبدأ الاستعداد العاطف، وترديد انتظار أن يقطف الشعب في حنان «الثمرة المباركة الثانية» وهي الإعلان ثم الاستعداد لانتخابات الرئاسة. وبدأ الاهتمام ما بين أبناء الشعب في وضع التساؤل الآتي: يا تري من هو رئيس مصر الكبري القادم، من هو ذلك الآتى - من وراء الأحداث - ممتطيا جواده الأصيل آت هذه المرة في خيلاء الرجال والأبطال، مغوار نابع من طين مصر الثرية، ومن كبرياء أبطال التاريخ، يقف علي كل ما أصاب البلاد من مآس فيقف بعقله وحكمته طبيبا يواسي جراحها ويصف لعلتها بل عللها الدواء الناجع، ابن من أبناء وقلب هذا الشعب يردد مع ذاته: «بلاد بها نيطت عليها تماتمي وأول أرض مس جلدي ترابها» أيها الفارس المغوار بهذه الصفات أقدم، كلنا في شوق الي قيادة حكيمة، كلنا في شوق الي فروسية ابن الوليد، وانتصارات صلاح الدين، وباختصار «يكون جمالا لأمته وهي جمال له» مقيم.. ويكون عنوان مصر الجديدة النداء الحنون «بلادي بلادي لك حبي وفؤادي: أنت أنت الحياة، ولا حياة إلا بك يا مصر». وآخر دعوانا ودائما وأبدا، الي لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان